ألوهية ُ الخلقِ مجهولة ٌ – محيي الدين بن عربي

ألوهية ُ الخلقِ مجهولة ٌ … وشاهدُها أبداً يعلمُ

فإن الكوائن عنها تكن … وأفعالُها أبداً تحكمُ

فظاهرها أبداً حاكمٌ … وما خلفها أبداً يكتم

وإنَّ الذي هو أصلٌ لها … بعاداته أبداً يقدم

فأسماؤه ما لها سطوة … بأسبابه والهوى مُعدم

إذا أرسلَ الغيثُ انعامه … وأعقبه فيهمُ الصيلمُ

يصحُّ الذي يدعي أنَّهُ … إله عبيدِك لا يحرم

فأين الدعاوى وسلطانها … وأين الذي كنتَ بي تزعم

أراكَ لما كنتَ شيدتهُ … بناء عليا لكم تهدم

فما أهملوا حين ما أمهلوا … وجاء الرجوعُ ومن يندم

فمنْ قامَ في غيهِ تابعاً … هوى نفسِه ذلك المجرمُ

ومن قام عن غيه طالباً … هدى نفسهِ ذلكَ المسلمُ