ألمْ تشكرْ لنا كلبٌ بأنا – الأخطل
ألمْ تشكرْ لنا كلبٌ بأنا … جَلَوْنا عَنْ وجوهِهِمُ الغُبارا
كشفنا عنهمُ نزواتِ قيسٍ … ومثلُ جموعِنا منعَ الذمارا
وكانوا مَعْشَراً قَدْ جاوَرونا … بمنزلة ٍ فأكرَمْنا الجِوارا
فلما أن تخلى الله منهمْ … أغاروا إذْ رأوْا منّا انفتارا
فعاقبناهم لكمالِ عشرٍ … ولَمْ نَجْعلْ عِقابَهُمُ ضِمارا
وأطفأنا شهابهُم جميعاً … وشُبَّ شِهابُ تَغلبَ فاستَنارا
تَحَمّلْنا فلمّا أحْمشونا … أصابَ النارُ تستعرُ استعارا
وأفلتَ حاتمٌ بفلولِ قيسٍ … إلى القاطولِ وانتهكَ الفِرارا
جزيناهم بما صبحوا شُعيْثاً … وأصْحاباً لَهُ ورَدوا قَرارا
وخيرُ متالفِ الأقوامِ يوماً … على العزاء عزماً واصطبارا
فمَهْما كانَ مِنْ ألمٍ فإنّا … صَبَحْناهُمُ بهِ كأساً عُقارا
فليتَ حديثنا يأتي شعيثاً … وحَنْظَلة َ بنَ قيسٍ أوْ مرارا
بما دِناهُمُ في كلّ وجْهٍ … وأبْدَلْناهُمُ بالدَّارِ دارا
فلا راذان تدعى فيه قيسٌ … ولا القاطولُ واقتنصوا الوبارا
صَبرنا يوْمَ لاقَيْنا عُميراً … فأشبعنا معَ الرخَمِ النسارا
وكان ابنُ الحباب أعير عزاً … ولم يكُ عِزّ تغلبَ مستعارا
فلا بَرِحوا العُيونَ لتَنْزلوها … ولا الرَّهَواتِ والتَمسوا المَغارا
وسيري يا هَوازِنُ نَحْوَ أرْضٍ … بها العذراءُ تتبعُ القتارا
فإنّا حَيْثُ حَلَّ المَجْدُ يوْماً … حَلَلْناهُ وسِرْنا حَيْثُ سارا