ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ – حيدر بن سليمان الحلي
ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ … فكيف تروع اليوم قلبى الروائعُ
لقد عركت منّى الليالي ابن حرَّة ٍ … على العرك منه لا تلينُ الأخادع
وسيانِ عندي سلُم دهرى وحربُه … وما هو مُعطٍ لي وما هو مانع
لعمري ليضع أيما شاء إنه … حقيرٌ بعيني كل ما هو صانع
سأنشد لا عجزاً ولكن تحمساً … ليَ الله أيَّ الحادثات أصانع
وأيِّ الأعادي أتقى وهُم الحصى … عديداً وكلٌّ مجهرٌ ومصانع
فحيث طرحتُ اللحظ أبصرت منهمُ … أخا حنقٍ شخصي لأحشاء صادع
إذا ما رآني ازوَّر عني طرفهُ … كأني رمحٌ بين جنبيه شارع
وإني ولا فخرٌ، كفاني تغرُّدي … تحاشدهم أنَّى حوتنا المجامع
أريهم بأني عن دُهاهم مغفلٌ … وعندي لهم خبُّ من العزم رداع
كذئب الفضا تلقاه رخواً إذا مشى … ويشتدُّ إن واثبتَه وهو قاطع
ينامُ بإحدى مقلتيه ويتقي … بأخرى العادي فهو يقظان هاجع