ألطيمة ٌ حبستْ بكاظمة ٍ – مهيار الديلمي
ألطيمة ٌ حبستْ بكاظمة ٍ … أم أنتِ زرتِ رحالنا وهنا
شعثٌ بك ادّكروا نعيمهمُ … ومروّعون أزرتهم أمنا
حطّوا فكلُّ حويّة نمطٌ … ولكلّ خدٍّ ساعدٌ يثنى
أحفيتِ غيرَ ضنينة ٍ بهمُ … ولقد يكون سماحكِ الضَّنّا
يا مطبقا عينيه حين رأى … ضوءاً فخال البرقَ معتنا
افتح جفونك إنّ زائرنا … حسر القناعَ وأبرزَ السِّنا
أعلى البعاد وأنتِ عاتبة ٌ … تطوينَ سهلا وحدك الحَزنا
وهبى الجفاء تركتهِ كرما … فعلام يترك دينُك الجبنا
ما زلتِ للأضداد جامعة ً … حتى جمعتِ الجورَ والحسنى
شتانَ صدُّكِ بين أظهرنا … بمنى ً ووصلكِ فيلوى الدَّهنا
يا ليلة ً للبدرِ منَّتها … والشمس لو قد أبطأتْ عنّا
كا افتراقهما تجمُّعنا … حتى إذا اجتمعا تفرَّقنا
بتنا على الدَّهناء نشربُ من … ثمداءَ يأكل جدبها منَّا
وعلى منى ًأبياتُ طاهرة ٍ … بالخصبِ تقري الشّهدَ والسَّمنا
لمياءُ ما للخمر خالطها … مسكٌ بغير رضابها معنى
سبتِ القلوب ففي أناملها … دمها يرينك إنه الحنّا
واحتدَّ لحظاها وقامتها … أفأنتِ علّمتِ القنا الطعنا
أخشى الأراقم أن أسمِّيها … فأقولُ موضعَزينبٍ لبنى
ولقد أرى والعينُ ناسية ٌ … ربعابرامة َ يذكر الحزنا
كنَّا به عامَ الهوى جذعٌ … أيّامَ لا شئٌ كما كنّا
مغنى الشبابِ وكان من جسدي … أخذُ البلى من ذلك المغنى
طللٌ تنكَّر بعد معرفة ٍ … وبكى الحمامُ به كما غنَّى
نفرتْ تجنَّبهُ رواحلنا … فكأن إنسك بُدِّلوا جنّا
كنّا نعوجُ مسلِّمين به … فاليومَ سلَّمنا وما عجنا
أفتنكرين وأنتِ قاصية ٌ … صبّاً رعى لكِ رعية َ الأدنى
إن زار دارك عن مراقبة ٍ … حيّاً وإن هو لم يزر حنّا
وخفيّة الأعلامِ مهملة … بلهاء ينكرُ ضبُّها المكنا
لم يفترعها خفُّ يعملة ٍ … أنهبتُ وجنتها يدَ الوجنا
في ذمّة البيضاء قد ثقلتْ … وقعا وخفَّتْ في يدي وزنا
كالبقلة استبقى الزمانُ بها … في غمدها دون الذي أفنى
خرساء تكتمُ جرسها فإذا … طنَّتْ بمفرق هامة ٍ طنَّا
يستاق أخرى الرأس قائمها … ويغورُ فيه يظنُّه الجفنا
وعميمة مرتِ السماءُ لها … أخلافَ مرضعة ٍ بها تغنى
تمشي عليها الرِّجلُ ثابتة ً … مما يلاحمُ غصنها الغصنا
جمّت فطالت ما ابتغت ومضت … عرضا فخلتُ نباتها تبنا
تمضي الحجورُ بها تصاهلها … منها شخوصٌ تحسب الحصنا
من دونها الحيُّ الحلولُ حموا … عنها فما ترعى ولا تجنى
منعوا بأطراف القنا لدناً … من عشبها المتهدِّلَ اللَّدنا
أطعمتها إبلي يرود بها … راعٍ بوسمِ علاطهِ يعنى
وأخ لبثت على خلائقه … وأجزتها صرحاء أو هجنا
مرآته وجهي إذا صفرتْ … يده ولقوته إذا استغنى
ألقاه باردة ً جوارحهُ … وفؤاده متوهِّجٌ ضغنا
يبدي المودة َ لي ويغضبه … فضلي عليه فيظهر الشَّحنا
داريته وصبرت أنظرهُ … أن يستعيدَ ببيعتي الغبنا
اقرعْ ظنابيبَ القطيعة ِ لي … فلتقرعنْ من بعدي السِّنّا
لولا ابنُ أيوب لما ولدتْ … أمُّ الوفاء على التمام ابنا
لم يبقَ من تثنى عليه يدٌ … عقدا ولكن جاء مستثنى
قد كنتُ فردا لا أليق أخا … زمنا فصرتُ بودّه مثنى
أُثني على الدنيا بما وهبت … لي منه ما أحلى وما أهنا
وسواه قد عاركتُ خلَّته … عرك المنقَّب جنبه يهنا
نغلا ألفِّقه كأنَّ يدي … رقعتْ على أخلاقه شنَّا
وقلبتُ هذا الناسَ أوجههم … ظهراً وسرَّ قلوبهم بطنا
فوجدته أوفاهمُ بندى ً … كفّاً وأغضى عن أذى ً جفنا
وأحبَّهم نشرا لمنقبة ٍ … وأشدَّهم لغميزة ٍ دفنا
لله منه وللصفاء أخٌ … عقلَ الزمانُ به وقد جنّا
بمحمَّدٍ فتلتْ قوى أملي … ورعين آمالي وأسمنَّا
الراكب العليا على ترفٍ … فيه يروض ظهورها الخشنا
تعبا وراءَ المجد يجمعه … ما شُلَّ من هنا ومن هنّا
عشق الكمالَ فما تبيتُ له … عينٌ على هجرانه وسنى
إن قال صدَّقه الفعالُ وإن … أعطى على إقلاله أسنى
لا تعلقُ الفحشاءُ ما اجتهدت … من ثوبه ذيلا ولا ردنا
متقبلٌ في المجد سالفة ً … سنَّت له العلياءَ فاستنّا
فكأنه لطلابِ غايتهِ … في الفضل أغلقَ دونها رهنا
شجَّتْ أنامله بنافذة ٍ … في الصحف طبَّق لفظها المعنى
فضّاحة الفصحاء ما قنعت … لبيانها أن تفضح اللُّكنا
وجدَ التقدّمَ والسلاحَ بها … يوم النزال ولم يجد قِرنا
رجعتْ على الأعقاب ناكصة ً … نوبٌ جعلتك دونها حصنا
ووجدتُ ودَّك واستقامته … بردا عليه أضالعي تحنى
حمّلتني للرِّفد أقبله … ولقد تراه نزاهتي أقنى
وحملتُ لطفك بي على عنقٍ … خوَّارة ٍ أن تحمل المنّا
فلتجزينَّك كلُّ سائرة ٍ … تسع البلادَ وتظلع البَدنا
خرّاجة ٍ من كلّ مشكلة ٍ … ولاَّجة ٍ لا تسأل الإذنا
من كلّ بيتٍ في بيوتكمُ … عجزٌ له لا تخذُلُ المتنا
تروى وليس ترى فسامعها … للصوتِ تحسد عينه الأذنا
موسوعة بكمُ غرائبها … فلو استعرنَ لقد تعرَّفنا
وأسىء ظنّاً وهي محسنة ٌ … لا كالمسئ ويحسنُ الظنَّا