ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً – محيي الدين بن عربي

ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً … بعلمٍ غريبٍ لم ينل ذوقه خبرا

ولا تعترض فيه عليه لأنه … سيحدثُ في معناهُ منهُ لكمْ ذكرا

ولا تكُ فيه موسوياً فإنهُ … مع القول بالتعديل لم يستطع صبرا

تزحزح ألباب الرجالِ إذا رأوا … بأعينهمْ منْ غيرهمْ أحدثُوا أمرا

فينكرهم في الحين ديناً وغيرة … فيرهقها المتبوعُ من أمرها عسرا

فإنْ عادَ بالإعراضِ عنهمُ لنكرهمْ … تقيم لهُ مما أتتهُ بهِ عذرا

كذا سنة ُ الرحمنِ في كلِّ تابعٍ … ومتبوعهِ فاحذرْ من العالمِ المكرا

فمنْ يتقِ الله العليمَ بحالهِ … سيجعلُ لهُ الرحمنُ من أمرهِ يسرا

ومن يتوكل في الأمور على الذي … يكونَ بها أولى كما أنَّهُ يدرى

وقدْ جعلَ اللهُ العليمُ بأمرهِ … لكلِّ الذي يجريه في خلقه قدرا

لقدْ جئتكمْ بالأمرِ منْ عندِ ربكمْ … كما جاءتْ الأرسالُ منْ عندهِ تترى

وإني لهمْ في كلِّ ما قلتُ وارثٌ … ولمْ ألتمسْ منكمْ ثناءً ولا أجرا

وأجري على الله الكريم جعلته … لديهِ إلى يومِ الورودِ لنا ذخرا