ألا حَيّ بالبُرْدَينِ داراً، وَلا أرَى – جرير

ألا حَيّ بالبُرْدَينِ داراً، وَلا أرَى … كدارٍ بقوٍ لا تحيا رسومها

لَقَدْ وَكَفَتْ عَيناهُ أنْ ظَلّ وَاقِفاً … عَلى دِمْنَة ٍ، لَمْ يَبْقَ إلاّ رَميمُهَا

أبينا فلمْ نسمعْ بهندٍ ملامة ً … كمَا لمْ تُطِعْ هِنْدٌ بنا مَنْ يَلومُهَا

إذا ذُكِرَتْ هِنْدٌ لهُ خَفّ حِلمُهُ، … وَجادتْ دموعُ العينِ سِحّاً سُجومُهَا

و أتى َ له هندٌ وقدْ حالَ دونها … عُيُونٌ وَأعدداءٌ، كَثِيرٌ رُجُومُهَا

إذا زُرْتُهَا حَالَ الرّقِيبَانِ دُونَهَا، … و إنْ غبتُ شفَّ النفسَ عنها همومها

أقُولُ وَقد طامتْ لذِكْرَاكِ لَيلَتي: … أجِدّكَ لا تَسرِي لما بي نُجُومُهَا

أنا الذائدُ الحامي إذا ما تخمطتْ … عرانينُ يربوعٍ وصالتْ قرومها

دعو الناسَ إنيَّ سوفَ تنهى َ مخالتي … شَياطِينَ يُرْمَى بالنّحاسِ رَجيمُهَا

فَا ناصَفَتْنَا في الحِفاظِ مُجَاشِعٌ، … وَلا قايَسَتْ بالمَجْدِ إلاّ نَضِيمُهَا

و لا نعتصي الأرصى ولكنْ عصينا … رِقاقُ النّوَاحي لا يُبِلّ سَلِيمُهَا

كسونا ذبابَ السيفِ هامة َ عارضٍ … غَداة َ اللِّوَى وَالخَيلُ تَدمى كُلُومُهَا

و يومَ عبيدِ اللهِ خضنا براية ٍ … و زافرة ٍ تمتْ إلينا تميمها

لنا ذادة ٌ عندَ الحفاظِ وفادة ٌ … مقاديمُ لمْ يذهبُ شعاعاً عزيمها

إذا ركبو المْ ترهبِ الروعَ خيلهمْ … و لكنْ تلاقى البأسَ أنيّ نسيمها

إذا فزعوا لمْ تعلفِ خيلهمْ … و لكنْ صدورَ الأزأنيَّ نسومها

عَنِ المِنْبَرِ الشّرْقيّ ذادَتْ رِمَاحُنا، … وَعن حُرْمة ٍ الأرْكَانِ يُرْمى حطيمُهَا

سعرنا عليكَ الحربَ تغلي قدورها … فَهَلاّ غَدَاة َ الصِّمّتَينِ تُديمُهَا

تركناكَ لا توفي بزندٍ أجرتهُ … كأنكَ ذاتُ الودعِ أودى بريمها

لهُ أمُّ سوءٍ ساءَ ما قدمتْ لهُ … إذا فَارِطُ الأحْسَابِ عُدّ قَدِيمُهَا

وَلَمّا تَغَشّى اللّؤمُ ما حَوْلَ أنْفِهِ … تبوأ في الدارِ التي لا يريمها

ألمْ ترَ أنيَّ قدْ رميتُ ابنَ فرتنا … بِصَمّاءَ لا يَرْجُوا الحَيَاة َ أمِيمُهَا

إذا ما هَوَى في صَكّة ٍ وَقَعَتْ بهِ، … أظلتْ حوامي صكة ٍ يستديمها

رجا العبدِ صلحى بعدما وقعتْ بهِ … ضواعقها ثمَّ استهلتْ غيومها

لَقَدْ سَرّني لَحْبُ القَوَافي بِأنْفهِ، … وَعَلّبَ جِلْدَ الحاجِبَينِ وُسُومُهَا

لَقَدْ لاحَ وَسْمٌ مِنْ غَوَاشٍ كأنّها الـ … تجلتْ منْ غيومٍ نجومها

أتَارِكَة ٌ أكْلَ الخَزِير مُجاشِعٌ، … و قدْ خسَّ إلاَّ في الخزيرِ قسيمها

سيخزى ويرضى اللقاء ابنُ فرتنا … وَكانَتْ غَداة َ الغِبّ يُوفي غَرِيمُهَا

إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَرَاغِ، فَعَرّسَتْ … طروقاً وأطرافُ التوادي كرومها

لَئِنْ رَاهنَتْ عَدْواً عَلَيكَ مُجاشعٌ، … لَقد لَقِيَتْ نَقصاً وَطاشتْ حُلومُهَا

إذا خِفْتُ مِنْ عَرٍّ قِرافاً شَفَيْتُهُ … بصَادِقَة ِ الإشعالِ بَاقٍ عَصِيمُهَا

أتشتمُ يربوعاً لأشتمَ مالكاً … وَغَيْرُكَ مَوْلَى مالِكٍ وَصَميمُهَا

لَهُ فَرَسٌ شَقْرَاءُ لمْ تَلْقَ فَارِساً … كريماً ولمْ تعلقْ عناناً يقيمها