ألاَ من مبلغٌ أسدا رسولا – مهيار الديلمي
ألاَ من مبلغٌ أسدا رسولا … متى شهدَ الندى فما أغيبُ
و عوفٌ منهمُ أربي فعوفٌ … عيونُ خزيمة ٍ وهم القلوبُ
أفرسانَ الصباح إذا اقشعرتْ … من الفزعِ السنابك والسبيبُ
و ضاق مخارجُ الأنفاسِ حتى … تفرجَ عن سيوفكم الكروبُ
و يا أيدي الحيا والعامُ جدبٌ … و وجهُ الأرض مغبرٌ قطوبُ
مجازرُ تفهق الجفناتُ منها … و نارُ قرى شرارتها لهيبُ
إذا جمدَ الضيوفُ تكفلتهم … لها فلذٌ وأسنمة ٌ تذوبُ
و يا أقمارَ عدنانٍ وجوها … يشفُّ على وضاءتها الشحوبُ
أصيخوا لي فلي معكم حديثٌ … عجيبٌ يوم أنثوهُ غريبُ
متى أنصفتمُ فالحقُّ فيه … عليكم واضحٌ لي والوجوبُ
و إن أعرضتمُ ورضيتموهُ … فإنّ المجدَ ممتعضٌ غضوبُ
حديثٌ لو تلوه على زهيرٍ … غدا من مدحه هرماً يتوبُ
بأيّ حكومة ٍ وبأيّ عدلٍ … أصابُ من القريض ولا أصيبُ
و كم أعراضكم تزكو بمدحي … و تنجحُ والمنى فيكم تخيبُ
تردونَ الغصوبَ بكلّ أرضٍ … و توجدُ في بيوتكم الغصوبُ
و تحمون البلادَ وفي ذراكم … حريمُ الشعرِ منتهكٌ سليبُ
و عندكمُ لكلَّ طريدِ قومٍ … جوارٌ مانعٌ وفريً رحيبُ
و أبكارٌ وعونٌ من ثنائي … عجائفُ عيشها فيكم جديبُ
محببة ٌ إذا رويتْ فإما … طلتُ مهورهنَّ فلا حبيبيُ
إذا أحسنتُ في قولٍ أساءُ ال … فعالَ كأنّ إحساني ذنوبُ
أجرُّ المطلَ عاما بعد عامٍ … مواعدَ برقها أبداً خلوبُ
و يا للناسِ أسلبُ كلَّ حيًّ … كرائمهُ ويسلبني شبيبُ
أمدُّ اليه أرشية َ المعالي … فيعطشني وراحته القليبُ
و ألبسه ثيابَ المدحِ فخرا … فيمسكُ لا يجيبُ ولا يهيبُ
و يسمحُ خاطري فيه ابتداءً … و يمنعُ وهو بذالٌ وهوبُ
و لم نعرف غلاما مزيدياً … يناديه السماحُ فلا يجيبُ
و لو ناديتُ من كثبٍ علياً … تدفق ذلك الغيثُ السكوبُ
وَ منَّ على عوائده القدامى … مضيَّ الريح جدَّ بهِ الهبوبُ
و لو حمادُ يزقو لي صداه … لأكرمَ ذلك الجسدُ التريبُ
أصولكمُ وأجدرُ إذ شهدتم … مقامَ علائهم ألا يغيبوا
فما لك يا شبيبُ خلاك ذمٌّ … تجفُّ وعندك الضرعُ الحلوبُ
و ما لخريدة ٍ خفيتْ لديكم … تكادُ على طفولتها تشيبُ
محللة النكاحِ بى صداقٍ … و ذلك عندكم إثمٌ وحوبُ
يطيبُ الشيءُ مرتحضا مباحا … و مرتخصُ المدائح لا يطيبُ
فأين حياءُ وجهك يوم تحدى … بها في وصفك الإبلُ اللغوبُ
و أين حياء وجهك في البوادي … إذا غنى َّ بها الشادي الطروبُ
و كيف تقول هذا وصفُ مجدي … فلا أجدي عليه ولا أثيبُ
و كم نشرتْ على قومٍ سواكم … فلم يعلقْ بها الرجلُ الطلوبُ
و راودني ملوكُ الناس عنها … و كلٌّ باذلٌ فيها خطيبُ
فلم يكشفْ لها وجهٌ مباحٌ … و لم يعرفْ لها ظهرٌ ركوبُ
فلا يغررك منها مسُّ صلًّ … يلين وتحت هدأتهِ وثوبُ
أخافُ بأن يعاجلني فيطغى … فتصبحَ بالذي تثني تعيبُ
و تشردَ عنكمُ متظلماتٍ … و تبغون الإياب فلا تؤوبُ