أقريشُ لا لفمٍ أراك ولا يدِ – مهيار الديلمي

أقريشُ لا لفمٍ أراك ولا يدِ … فتوا كلى غاض الندى وخلا الندى

خولستِ فالفتي بأوقصَ واسئلي … من بزَّ ظهرك وانظري من أرمدِ

وهبي الذحولَ فلستِ رائدَ حاجة ٍ … تقضي بمطرورٍ ولا بمنهدِ

خلاكِ ذو الحسين أنقاضا متى … تجذبْ على حبل المذلة ِ تنقدِ

قمرُ الدنا أضحت سماؤكِ بعده … أرضا تداسُ بحائرٍ وبمهتدى

فإذا تشادقت الخصومُ فلجلجي … و إذا تصادمت الكماة ُ فعردي

يا ناشدَ الحسناتِ طوف فاليا … عنها وعاد كأنه لم ينشد

اهبطِ إلى مضرٍ فسلْ حمراءها … منَ ضاح بالبطحاء يا نارُ اخمدي

بكرَ النعيُّ فقال أرديَ خيرها … إن كان يصدقُ فالرضيُّ هو الردي

عادت أراكة ُ هاشم من بعده … خورا لفأسِ الحاطبِ المتوقدِ

فجعتْ بمعجزِ آية ٍ مشهودة ٍ … و لربَّ آياتٍ لها لم تشهدِ

كانت إذا هي في الإمامة ِ نوزعتْ … ثم ادعت بك حقها لم تجحدِ

رضيَ الموافقُ والمخالفُ رغبة ً … بك واقتدى الغاوي برأي المرشدِ

ما أحرزت قصباتها وتراهنتْ … إلا وظهرتَ بفضلة ٍ من سؤددِ

تبعتكَ عاقدة ً عليك أمورها … و عرى تميمك بعدُ لما تعقدِ

و رآكَ طفلا شيبها وكهولها … فتزحزحوا لك عن مكان السيدِ

أنفقتَ عمرك ضائعا في حفظها … و عققت عيشك في صلاح المفسدِ

كالنار للساري الهداية ُ والقرى … من ضوئها ودخانها للموقدِ

من راكبٌ يسع الهمومَ فؤادهُ … و تناط منه بقارحٍ متعودِ

ألف التطوح فهو ما هددته … يفري فيافي البيدِ غيرَ مهددِ

يطوي المياهَ على الظما وكأنه … عنها يضلّ وإنه للمهتدي

صلبُ الحصاة يثورُ غير مودع … عن أهله ويسير غير مزودِ

عدلت جويتهُ على ابن مفازة ٍ … مستقربٍ أممَ الطريق الأبعدِ

يجري على أثرِ الرابِ كأنه … يمشي على صرحٍ بهنّ ممردِ

يغشى الوهادَ بمثلها من مهبطٍ … و ربا الهضابِ بمثلها من مصعدِ

قربْ قربتَ من التلاع فإنها … أمّ المناسك مثلها لم يقصدِ

دأبا به حتى تريحَ بيثربٍ … فتنيخه نقضاً بباب المسجدِ

و احثُ التراب على شحوبك حاسرا … و انزلْ فعزَّ محمدا بمحمدِ

و قل انطوى حتى كأنك لم تلدْ … منه الهدى وكأنه لم يولدِ

نزلت بأمتك المضاعة في ابنك ال … مفقودِ بنتُ العنقفير المؤيدِ

طرقته تأخذُ ما اطفته ولا ترى … مكرا وتقتلُ من نحته ولا تدى

نشكو إليك وقود جاحمها وإن … كانت تخصك بالملظَّ المكمدِ

بكت السماءُ له وودت أنها … فقدت غزالتها ولما يفقدِ

و الأرضُ وابن الحاج سدتْ سبلهُ … و المجدُ ضيم فما له من منجدِ

و بكاك يومك إذ جرتْ أخبارهُ … ترحا وسميَ بالعبوس الأنكدِ

صبغتْ وفاتك فيه أبيضَ فجره … با للعيون من الصباح الأسودِ

إن تمسِ بعد تزاحمِ الغاشين مه … جورا بمطرحة ِ الغريبِ المفردِ

فالدهرُ ألأمُ ما علمتَ وأهلهُ … من أن تروحَ عشيرهم أو تغتدي

و لئن غمرت من الزمان بلينٍ … عن عجمِ مثلكَ أو عضضت بأدردِ

فالسيفُ يأخذُ حكمهُ من مغفر … و طلى ً ويأخذُ منه سنُّ المبردِ

لو كان يعقلُ لم تنلك له يدٌ … لكن أصابك منه مجنونُ اليدِ

قد كان لي بطريفِ مجدكِ سلوة ٌ … عن سالفٍ من مجدِ قومكِ متلدِ

فكأنكم ومدى بعيدٌ بينكم … يومَ افتقدتكَ زلتمُ عن موعدِ

يا مثكلا أمَّ الفضائلِ مورثا … يتماً بناتِ القاطناتِ الشردِ

خلفتهنَّ بما رضينك ناظما … ما بين كلّ مرجزٍ ومقصدِ

فتحتْ بهنّ وقد عدمتكَ ناقدا … أفواهُ زائفة ِ اللهى لم تنقدِ

ورثيتَ حتى لو فرقتَ مميزا … راثيك من هاجيك لم تستبعدِ

غادرتني فيهم بما أبغضتهُ … أدعو البيوعَ إلى متاعٍ مكسدِ

أشكو انفراد الواحدِ الساري بلا … أنسٍ وإن أحرزتُ سبقَ الأوحدِ

و إذا حفظتك باكيا ومؤنبا … عابوا عليك تفجعي وتلددي

أحسنتُ فيك فساءهم تقصيرهمُ … ذنبُ المصيبِ إلى المغيرِ المعضدِ

كانوا الصديقَ رددتهم لي حسداً … صليَّ الإلهُ على مكثرَّ حسدي

يغيرُّ فيك الشامتون وإنه … يومٌ همُ رهنٌ عليه إلى غدِ

و سيسبروني كيف قطعُ مجردي … إن كان حزَّ ولم يعمقْ مغمدي

و تثير عارمة ُ الرياح سحابتي … من مبرقٍ في فضل وصفك مرعدِ

فتقتْ بذكركِ فأرها فتفاوحت … نعما تأرجُ لي بطيب المولدِ

تزداد طولا ما استرحت فإنني … أرثيك بعدُ وحرقتي لم تبردِ

ماء الأسى متصبب لي لم يغضْ … في صحن خدًّ بالبكاء مخددِ

لو قد رأيتَ مع الدموع جدوبهُ … فرطَ الزفيرِ عجبتَ للراوي الصدى

لا غيرتكَ جنائبٌ تحت البلى … و كساك طيبُ البيت طيبَ الملحدِ

و قربتَ لا تبعدْ ؛ وإن علالة ً … للنفس زورا قولتي لا تبعدِ