أقتلوني يا عداتي – محيي الدين بن عربي

أقتلوني يا عداتي … بوفائي بعداتي

إنني أحيى بهذا … فحياتي في مَماتي

ينقل الشخصُ اختصاصا … من هنا لا عنْ مماتِ

ويراهُ الحسُّ في صو … رة ِ أقوامٍ مواتِ

وبعينِ الكشفِ يعلمُ … أنَّ ذا غيرُ مواتي

بل حياة ٌ استمرت … في فتى ً أو فتيات

أنا أبصرتُ علوما … كالجورِ الزاخرات

في فؤادي وعيوناً … من سحابٍ معصراتِ

ينتهي من غيرِ حدٍّ … نظرٌ لا بأداتِ

فأنا فردٌ وحيدٌ … وأنا الكلُّ بذاتي

عين إفرادي صحيح … إنَّه عينُ ثباتي

كمْ دعوتُ الله فيهمْ … بزوالٍ في ثباتِ

ما أرى غيرَ وجودي … في اجتماعي وشتاتي

كلما قلتُ أتاني … قيلَ لي اسكنْ فسيأتي

كمَّلَ الله وجودي … بأبٍ ثم بناتِ

فأنا ابن ٌوأنا أيـْ … ـضاً أبٌ في المحدثاتِ

ما لنا منهُ سوى ما … قد علمتم من سِمات

ونعوتٍ أظهرتْها … محدثاتٌ وصفاتِ

لم أجد عين غناه … دون ذكري حين ياتي

فغناه عن وجودي … وأنا فيه بذاتي

ليتَ شعري كيفَ هذا … وبقائي في وفاتي

وأنا غير فقيد … ناظرا حال حياتي

قد تحيّرتُ وما لي … مخرجٌ من غمراتي

إنني عبدٌ ذليلٌ … لرفيعِ الدرجاتِ

أرى كثراً في وحيدٍ … يا لها منْ خطراتِ

كلما رُمتُ انفكاكا … لمْ أزلْ في عثراتي

فتراني الدهر أبكي … لدوامِ الحسراتِ

ثم ناجاني بأمرٍ … فيهِ ذكرُ الحسناتِ

إنْ سمعنا وأطعنْا … ثمَّ ذكرُ السيئاتِ

إنْ سمعنا وعصينا … ما أتى في الكلماتِ

بين إلقاءٍ صريح … بيّن أو نفثات

ثمَّ ما لي غيرُ سكنى … درج أو دركات

في شهودٍ أو حجابٍ … عنْ نعيمٍ اللحظاتِ