أفَرخ الزِّنجِ طَالَ بِك البَلاء – بشار بن برد
أفَرخ الزِّنجِ طَالَ بِك البَلاء … وساءَ بك المقدّمُ والوراء
تنبيكُ وتستنيكُ وما لهذا … وهذا إذ جمعتهما دواء
بكيتَ خلاف كنديرٍ عليهِ … وَهَلْ يُغْنِي من الحَرَبِ البُكاء
فحَدِّثْنِي فقدْ نُقِّصْتَ عُمْراً … وكنديراً أقلَّ فتى ً تشاء
كفى شغلاً تتبُّعُ كلِّ أيرٍ … أصَابك في استِك الدَّاءُ الْعياء
أما في كربحٍ ونوى لقاطٍ … وأبعارٍ تُجمِّعُهَا عزاء
تشاغلُ آكلَ التَّمرِ انتجاعاً … وتُكْدي حين يَسْمَعُك الرِّعَاء
وعندي من أبيك الوغدِ علمٌ … ومن أمٍّ بها جمحَ الفتاءُ
أبُوك إِذا غدَا خِنْزيرُ وَحْشٍ … وأمُّكَ كلْبَة ٌ فِيهَا بَذاءُ
فما يأتيك من هذا وهذا … إِذا اجْتَمَعَا وضمَّهُمَا الفضاءُ
ألا إنَّ اللئيمَ أباً قديماً … وَأمّاتٍ إِذا ذُكرَ النِّسَاء
نتيجٌ بَيْن خِنْزيرٍ وكلْبٍ … يرى أنَّ الكمارَ لهُ شفاءُ
أفرْخَ الزِّنْج كيْف نطقْتَ باسْمِي … وأنْت مُخنَّثٌ فِيك الْتِواءُ
رَضِيتَ بانْ تُناك أبَا بَناتٍ … وَليسَ لمنْ يُناكُ أباً حياء
وقدْ قامتْ على أمٍّ وأختٍ … شُهُود حين لقَّاهَا الزِّناءُ
إِذا نِيكت حُشيْشة ُ صَاحَ ديكٌ … وصوّت في استِ أمِّك ببّغاءُ
فدَعْ شَتْمَ الأَكارِم، فيهِ لَهْوٌ … ولَكِنْ غِبُّهُ أَيهٌ ودَاء
لأمِّكَ مصرعٌ في كلِّ حي … وخشَّة ُ همُّها فيك الكراء
وَقَد تَجِرَتْ بِأخْتِكُمُ «غَنِيٌّ» … فَمَا خَسِرَ التِّجَارُ وَلاَ أسَاءوا
أصَابُوا صِهْرَ زنْجيٍّ دَعيٍّ … ببرصاء العجان لها ضناء
فما اغتبطتْ فتاة ُ بني “غنيِّ” … ولاَ الزِّنْجيُّ، إِنَّهُمَا سَوَاء