أعَاذِلَ إِن لوْمَكِ في تبَابِ – بشار بن برد
أعَاذِلَ إِن لوْمَكِ في تبَابِ … وإِنَّ الْمرْءَ يلْعبُ في الشَّباب
أعاذلَ لا أسرّكِ في “سليمى ” … ولا أعفيكِ منْ عجبِ التَّصابي
أبى لي أنْ أفيق مشوِّقاتٌ … يُقَدْنَ إِلَيَّ كالْخيْل الْعِراب
وشوْقي في الصَّباح إِلى «سُليْمى » … أتاني حبُّها من كلِّ باب
وقالت: في الِّنساء ملفَّفاتٌ … يَضَعْنَ الْمَشْيَ في وَرَق الشَّبابِ
فقل في حسرٍ ذمًّا وحمداً … ولا تغررك عينٌ في النِّقاب
فملءُ العين قصرٌ قدْ تراهُ … جديدَ الْباب داخلُهُ خرابُ
فقُلْتُ لها: دعي قلْبي «لسَلْمَى » … وقُولي في النِّساء ولا تُحابي
لقدْ قَرَفَ الْوُشاة ُ علَى «سُلَيمى » … وقالوا في البُعاد وفي الصِّقاب
فما صدروا بقرفهمُ “سليمى ” … ولا أعْتبْتُهُمْ عمْد الْعِتاب
إِذَا نَصَبُوا لَهَا ذبَّبْتُ عَنْهَا … ورُبَّتما أعنْتُ علَى الصَّواب
فيا عجباً من الحبِّ المؤتِّي … وَحَسْبُك بالْغيُور من الْقِحَاب
يُضيعُ نساءَهُ ويَظَلُّ يَحْمي … نساءَ الْعَالَمين من اللِّعاب
وكمْ منْ مثْله نَصِبٍ مُعَنًّى … بلا ترة ٍ يطالبها مصاب
ملأتُ فؤادهُ غيظاً وغمّاً … فَيَا ويْح الْمُحبِّ من الطِّلاب
إذا ما شئتُ نغَّصني نعيمي … وأجْرى عَبْرَتي جرْيَ الْحَبَابِ
غضابٌ يكْذُبون علَى «سُليْمى » … وهلْ تجدُ الصَّدوقَ من الغضابِ
فقلتُ “لواقدٍ” و”ابني يزيدٍ” … وقد صدَعَا لقوْل «بني الْحُباب»
وربِّ منى ً لقدْ كذبوا عليها … كما كذبَ الوشاة ُ على الغراب
دعوا عوراً بمقلته ويغدو … صحيح الْمُقْلتيْن من الْمَعَاب
فلاَ كان الْوُشاة ُ ولا الْغَيَارى … لَعَلَّ الْعيشَ يَصْفُوا للحِبَاب