أعظمت يومكم واشتدّ اعظامي – محمد حسن أبو المحاسن
أعظمت يومكم واشتدّ اعظامي … لو لم أرض لقضاء الله أوهامي
جليل رزئك لا يقوى له بشر … ينوء من حمل أحزان وآلام
صك الأقاليم ناعي الفضل فاعتصمت … خوف الهلاك بتمويه وايهام
حتى إذا غلب الشك اليقين دجا … ليل الخطوب باسداف واظلام
يا من أباح حمى التوحيد فاختلست … أيدي المنون عميد الدين والحامي
وكيف اجلا سحاب الفضل بعدروا … وغاض لج الخضم الزاخر الطامي
يا مثقبا لضيوف العلم نار قرى … تهدي إلى حكم غرّ واحكام
ومرشفا ظما الألباب ان وريت … زلال تبصرة يشفى جوى الظامي
رمتك اسهم دهر كنت غرته … فاز الرمي وطالت حسرة الرامي
فاصبحت ارسم التوحيد دراسة … ميلا دعائمها من بعد احكام
فليندب الشرع والإسلام قطب حجى … عليه دارت رحى شرع وإسلام
حنت إليك محاريب التقى وبكت … شجواً لأشرف صوام وقوام
واعولت بعدك الأيتام فاقدة … ثمال مرملة حنت لأيتام
لقيت وفد الردى جذلان مبتسما … فجاء مستقدما من بعد إحجام
ولا سجيتك الحسنى التي كرمت … لم يسع نحوك اقداماً باقدام
وأنت يا ناشد المعروف ممترياً … سجال أو طف هامي الودق سجام
أقرى لك الله مغناه فليس به … إلا مواقف تسليم والمام
عرج على النجف الأعلى وحي به … قبر الزكي بتعظيم وإكرام
سمي طه التقي الطاهر العلم … الفرد المؤيد في نقض وإبرام
وقل سقتك ربيع الناس غادية … تغشي ثراك بارزام وارهام
قد كنت للمهتدي والمجتدي كرما … نجماً يضيء وغيثا بالغدى هامي
ادمى مصابك اجفان الهدى فجرى … على الفريد فريد دمعه الهامي
وسير الحزن في الاحشاء يصدعها … مذ سار نعشك محمولا على الهام
وشيعوا الآية الكبرى التي شرفت … من ان تحد بأفكار وأوهام
تجلو به هالة المحراب بدر هدى … حفت به انجم من دمعه الهامي
قد نحلت جسمك التقوى فزدت بها … حسناً وبعض الضنا حسن لأجسام
أحاط علمك بالاحكام يوضحها … كانه مستمد فيض الهام
تخوض غامرها مستنبطاً غررا … تبقى على كرّ أيام وأعوام
رقيت حتى إذا لم تبق منزلة … سموت للخلد فانعم أيها السامي
وحث ركبك شوق الوصل معتقدا … نيل الجزيلين من فضل وانعام
طوبى لمنتجع الرضوان قد زهرت … عن منظر رائق للحسن بسام
وسرت منها نقي الذات من عرض … يزهو لغيرك موصولا باثام
فاذهب عليك سلام الله ما خطرت … ريح الصبا برياض ذات أكمام