أعدوا لأعلام البيان المنابرا – أحمد محرم
أعدوا لأعلام البيان المنابرا … ولا تعدلوا بالشاعر الفرد شاعرا
دعوني ويوم العبقرية واحدا … فإني لمن يقضى له الحق وافرا
خذوه رثاء من ذوى ذكر ميت … فناجاه إلا ارتد ريان ناضرا
سلوا الشرق والإسلام ما بال لاعج … من الوجد ما ينفك حران ثائرا
سلوا يثرب الولهى بمن شفها الأسى … سلوا البيت ماذا هاجه والمشاعرا
سلو المسجد الأقصى أما بات واجدا … يكابد ليلا في فلسطين ساهرا
سلوا الملك الملقى بمعترك البلى … أيجزع أم يلقى الكتائب صابرا
هي الحرب تجتاح الجنود وتحتوي … رقاق المواضي والعتاق الضوامر
ألحت تهد الفاتحين وشمرت … تسد على الرسل الكرام الحفائرا
ألا هدنة فيها من الهم راحة … فإن بنا منه لداء مخامرا
كأت تفاريق النفوس التي مضت … شعاع مضى في هبوة متطايرا
أما في كتاب الموت معنى لباحث … شكا خافيا منه وأنكر ظاهرا
نخادع أحزان النفوس وندعي … من الصبر ما يفني القوى والعناصرا
تناءى المدى بابن الحسين وطوحت … به سفرة هوجاء تطوي المسافرا
مضى راشدا يهديه من نور فيصل … ونور أبيه ما يضيء الدياجرا
كريم سما يلقى كريما وكابر … مشى في ركاب الحق يتبع كابرا
مصارع ما تنفك من آل هاشم … تذكرنا أيامهم والمآثرا
هم ابتعثوا مجد العروبة هامدا … وهم جددوه دارس الرسم داثرا
يريدونها للشرق ذخرا وعصمة … إذا خاف يوما من أذى الدهر ضائرا
رموا ما رموا في حقها ينصرونها … ولولا الأنوف الشم لم نلف ناصرا
بقية جند من سنى الوحي ما مشى … إلى جحفل إلا انثنى عنه ظافرا
لئن كان بعض للأعاريب لائما … فإن لهم من بعض نفسي لعاذرا
كرهت لهم أن يوردوا النصر خصمهم … وأن يزعوا عنه الحليف المناصرا
وأمطرتهم عتبا فلما توجعوا … توجعت أستدعي الدموع مواطرا
هم القوم أعفاني من الذم أنني … حفظت لهم أرحامهم والأوصرا
حكمت أقيم الحق بيني وبينهم … فما وجدوني ظالم الحكم جائرا
سلام على البانين من كل أمة … يقيمونه مجدا على الدهر عامرا
هو الدهر لا يخشى الضعيف إذا رمى … ولا يتقي إلا الجريء المغامرا
يهاب فتى الجلى إذا جد جده … ويرضى سجاياه وإن كان فاجرا
إليكم عرانين العروبة نبأة … تذكركم عهدا من المجد غابرا
خذوها عن القوم النيام لعلني … أهز بها من بات في الحي سامرا
أناشدكم لا تجعلوني كصائح … ينادي صدى في ملتقى الريح حائرا
أينسيكم الدهر المليم أبوة … غطاريف صيدا يبتنون المفاخرا
رموا أمم الغبراء شتى فزلزلوا … ممالكها العليا وهدوا القياصرا
وكانوا إذا ساموا المتوج خطة … أتاها وأغضى ينزع التاج صاغرا
بني يعرب مدوا السواعد إنني … عييت بأقوام تمد الحناجرا
إذا رفع القوم البناء لغاية … من السورة العليا رفعنا العقائرا
أعيدوا بني العباس غضا زمانهم … وردوه عصرا من أمية زاهرا
وكونوا لأبناء العمومة إخوة … كراما يغيظون العدو المكابرا
ولا تنكروها يا بني العم غمرة … مجللة تغشى النهى والبصائرا
أجئتم تعدون الجرائر جمة … وليس بحر من يعد الجرائرا
موارد أمر إن كرهتم ذميمها … فعما قليل تحمدون المصادرا
بني يعرب ردوا على الشرق عزه … ولا تدعوه واهن العزم خائرا
هو الليث خانته المخالب فاجعلوا … من العلم أنيابا له وأظافرا
أرى عصركم يزجي الأعاجيب فانهضوا … سراع الخطى إنا نخاف الدوائرا
صلوا بشياطين العباب حبالكم … وزوروا على السحب النسور الكواسرا
ردوها حياة للمالك غضة … وخلوا لهلاك الشعوب المقابرا
دعوهم بآفاق البلاد أذلة … حيارى يلومون الجدود العواثرا
ذخائرهم يا قوم شتى حسانها … فثوبوا إلى الحسنى وصونوا الذخائرا
كلمات: عبداللطيف البناي
ألحان: طلال مداح
1999