أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني – الأخطل

أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني … أُباكِرُ قَهْوَة ً فيها احْمرارُ

تَضَمّنَها نُفوسُ الشَّرْبِ، حتى … يرُوحوا في جُفونِهمِ انْكسارُ

تواعدَها التجارُ إلى أناها … فأطْلَعَها على العَربِ التّجارُ

فأعْطَيْنا الغلاءَ بها، وكانَتْ … نأبّى ، أوْ يكونَ لها يَسارُ

أعاذلَ توشكينَ بأن تريني … صريعاً، لا أزورُ ولا أُزارُ

إذا خفَقَتْ عليَّ، فألبَسَتْني … بلامِعِ آلها، البيدُ القِفارُ

لعَمْرُ أبي لئِنْ قوْمٌ أضاعوا … لِنعْمَ أخو الحِفاظِ لنا جِدارُ

حمانا حينَ أعورْنا وخفنا … وأطعمَ، حين يتبعُ القتارُ

وأوقد نار مكرمة ٍ ومجدٍ … ولم توقدْ مع الجشميّ نارُ

وأطعمَ أشهرَ الشهباء حتى … تصوحَ في منابتهِ الحسارُ

فإذا درَّت بكفكَ، فاحتلبها … ولا تكُ درة ٌ فيها غرارُ

وأمسِكْ عنكَ بالطّرفينِ، حتى … تَبَيّنَ أيْنَ يَصْرِفُكَ المَغارُ

فإنَّ عواقِبَ الأيّامِ تُخْشى … دوائرها وتنتقلُ الديارُ

وقدج علمَ النساءُ إذا التقينا … وهنَّ وراءنا، أنا تغارُ

تربعنا الجزيرة ، بعد قيسٍ … فأضحتْ وهي من قيسٍ قفار

يُزَجُّونَ الحميرَ بأرْضِ نَجْدٍ … وما لهمُ من الأمرِ الخيارُ

رأوا ثغراً تحيطُ به المنايا … وأكْبَدَ ما يُغيّرُهُ الغِيارُ

تُسامي مارِدونَ بهِ الثّرَيّا … وأيدي الناسِ دونهمُ قصارُ

وأولادُ الصريح مسوّماتٌ … علَيْها الأُسْدُ غُضْفاً والنِّمارُ

شوازبُ كالقنا، قد كانَ فيها … من الغاراتِ والغزو اقورارُ

ذوابلُ كلّ سلهبة ٍ خنوفٍ … وأجْرَدَ ما يُثَبّطُهُ الخَبارُ

فأتْرَزَ لحْمَهُ التَّعْداءُ، حتى … بدتْ منهُ الجناجنُ والفقارُ

وقَدْ قَلِقَتْ قلائدُ كلّ غَوْجٍ … يُطِفْنَ بهِ، كما قَلِقَ السِّوارُ

تَراهُ كأنّهُ سِرْحانُ طَلٍّ … زهاهُ يومَ رائحة ٍ قطارُ

وأبْقى الحَرْبُ واللَّزَباتُ مِنْها … صلادمَ، ما تخوَّنها المهارُ

ألمْ تَرَني أجَرْتُ بَني فُقَيْمٍ … بحَيْثُ غَلا عَلى مُضَرَ الجِوارُ

بعاجِنَة ِ الرَّحوبِ فلَمْ يسيروا … وسُيّرَ غيرُهُمْ عَنْها فساروا