أعاذلتي اليومَ ويحكُما مهلاً – الأخطل

أعاذلتي اليومَ ويحكُما مهلاً … وكفا الأذى عني، ولا تكثرا عذلا

ذراني تجدْ كفي بمالي، فإنني … سأُصْبِحُ لا أسطيعُ جُوداً ولا بُخْلا

إذا وضعوا بعدَ الضريحِ جنادلاً … عليَّ، وخَلَيْتُ المطِيّة َ والرَّحْلا

وأبكيتُ من عتبانَ كلَّ كريمة ٍ … على فاجعٍ، قامَتْ مُشقِّقة ً عُطْلا

مُدمِّيَة ً حُراً مِن الوَجْهِ، حاسِراً … كأنْ لمْ تُمِتْ قَبْلي غُلاماً ولا كَهْلا

فلا أنا مُجْتازٌ، إذا ما دَخَلْتُهُ … ولا أنا لاقٍ ما ثَوَيْتُ بهِ أهْلا

وقَدْ كُنْتُ فيما قدْ بنى ليَ حافري … أعاليَهُ توّاً وأسْفَلَهُ دَحْلا

وقَدْ قسّموا مالي، وأضْحَتْ حلائلي … قدِ استَبدلَتْ غيرِي ببَهْجَتها بَعْلا

وأضحتْ لبعلٍ غير أخطلَ، إذا ثوى … تلطّ بعينيها الأشاجعَ والكحلا

أعاذلَ، إن النفسَ في كفَ مالكٍ … إذا ما دعا يوْماً، أجابَتْ لهُ الرُّسْلا

ذريني فَلا مالي يَرُدُّ مَنِيّتي … وما إن أرى حياً على نفسه قفلا

ولَيسَ بخيلُ النّفْسِ بالمالِ خالداً … ولا من جوادٍ، فاعلمي، ميتٍ هزلا

ألا ربَّ من تخشى نوائبُ قومهِ … ورَيْبُ المَنايا سابِقاتٌ بِهِ الفِعْلا

ويا رُبَّ غازٍ، وهْوَ يُرْجى إيابُهُ … وسَوْفَ يُلاقي دونَ أوْبَتِهِ شُغْلا

ذكرْتَ انقلابَ الدَّهرِ، فاذكرْ وسيمَهُ … فقدْ خلتُ حقاً حبها قاتلي قتلا

وقَدْ عَلَّقَتْني السُّقْمَ، إذْ برَقَتْ لنا … على غرة ٍ منّا، وما شعرتْ فضلى

رأيتُ لها وجهاً أغرَّ، فراعني … وطَرْفاً غَضيضاً مِثلُهُ أوْرَثَ الخَبلا

وخَدّاً أسيلاً، غيرُ زَغْبٍ مقَدُّهُ … بمذهبة ٍ في الجيدِ، قد فتلتْ فتلا

فتلكَ التي لمْ تخطِ قلبي بسهمها … وما وترتْ قوساً، ولا رصفتْ نبلا

غداة َ بدَتْ غرّاءَ، غيرَ قصِيرَة ٍ … تذري على المتنينِ ذا عذرٍ جثلا

فجودي بما يشْفي السّقيمَ، وخلّصي … أسيراً بلا جُرْمٍ أطلْتِ لَهُ الكَبْلا

وإنّي لمِنْ عَلْياء تغْلِب وائل … لأطْولها بَيْتاً، وأثْبتِها أصْلا

أنا الجشمي الرحبُ في الحيّ منزلاً … إذا احتَلَّ مَضْهودٌ بمُضْنِيَة ٍ هَزْلا

وعمّايَ نِعْمَ المرْءُ، عَمْرٌو ومالكٌ … وثَعْلَبة ُ المُولي بمَنْظورَة ٍ فَضْلا

وقد علمتْ أفناءُ تغلبَ أنني … نُضارٌ، ولمْ أنبُتْ بقَرْقَرَة ٍ أثْلا

وأنّي يوماً لا مُضِيعٌ ذِمارَها … ولا مفلتي هاجٍ هجا تغلباً بطلا