أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي – حيدر بن سليمان الحلي

أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي … ذهب الزمان بعَّدتي وعديدي

نشبت سهام النائبات بمقتلي … فلحفظ ماذا أتقي عن جيدي

ماذا الذي يا دهرُ توعدني به … أو بعدُ عندكَ موضعٌ لمزيد

طرقتني الدنيا بأي ملمة ٍ … ذهبت عليَّ بطارفي وتليدي

ما خلت رحب الصبر ـ حتى فاجأت ـ … عنّى يضيقُ وفيه رحب البيد

الآن أصبح للنوائب جانبي … غرضاً وشملُ قوايَ للتبديد

طلعت على َّ الحادثات ثنيَّة … لا يُهتدى لرتاجها المسدود

وإلى َّ قد طلعت ذرى ً من شاهقٍ … لا ترتقي هضباته بصعود

فنزعن من كفيَّ قائمَ أبيضٍ … أعددته للقا الخطوب السود

قد ملتُ نحو الصبر حين فقدته … فإذا المصابُ بصبرى َ المفقود

أفهل أذودُ الحادثات بكفيَّ الجذاء أم بحسامى َ المغمود؟ … ـجذاء أم بحساميَ المغمود؟

عجباً أمنتُ الدهرَ وهو مخاتلى … ورقدتُ والأيامُ غير رقود

وأنا الفداء لمن نشأتُ بظلِّه … والدهرُ يرمقني بعين حسود

لم أدرِ ما لفحُ الخطوب بحرّها … وهواجرُ الأيام ذات وقود

ما زلتُ وهو على َّ أحنى من أبي … بألذِّ عيشٍ في حماه رغيد

حتى رماني في صبيحة نعيه … أرسى بداهية ٍ عليَّ كؤود

ففقدتهُ فقدَ النواظر ضوءها … وعجبتُ عجّة مثقلٍ مجهود

ما لي وللأيام قوض صرفُها … عنّي عمادَ رواقي الممدود

عثرتْ فجاوزت الإقالة عثرة ٌ … وطئت بها أنفى وأنفَ الجود

ومضتْ بنخوة هاشمٍ وإبائها … فطوتهما والصبرَ في ملحود

حملت بكاهلها الأجبّ لفقده … ثقلَ المصاب وركنها المهدود

وشككت مذ تحت الضلوع قلوبُها … رجفت صبيحة َ يومها المشهود

أبه نعى الناعي لها عمرو العُلى … أم شيبة الحمد انطوى بصعيد

فكأنما أضلاعُ هاشم لم يكن … أبداً لها عهدٌ بقلب جليد

ما زال يوعدها الزمان بنكبة ٍ … صمّاءَ تأخذ من قوى الجلود

حتى أطلَّ بوثبة ٍ فتبيَّنت … ذاك الوعيدَ بيومها الموعود

لم تقضِ ثكل عميدها بمحرمٍ … إلا وأردفها بثكل عميدِ

يبكى عليه الدينُ بالعين التي … بكت الحسينَ أباه خيرَ شهيد

إن يختلط رزءاهما فكلاهما … قصما قرَا الإيمان والتوحيد

وأرى القريض وإن ملكتُ زمامه … وجريتُ في أمدٍ إليه بعيد

لم ترضَ عنه غيرَ ما قدَّرته … في مدح جدّك طاهراً في الجيد

أمنت حشاشتُك الروائعَ لا تخف … جورَ الزمان على َّ بالتنكيد