أصح عيون الغانيات مريضها – عماد الدين الأصبهاني

أصح عيون الغانيات مريضها … وافتك ألحافظ الحسان غضيضها

تهز قدود السمر للفتك سحرها … وتشهر من أجفانها البيض بيضها

وقد طال فكري في خصور ضعيفة … بأعباء ما في الأزر كيف نهوضها

غرضن بشيبي والشبيبة إنما … يغز الغريرات الحسان غريضها

سوافر غر عن وجوه لحسنها … معان على فهمي يدق غموضها

نوافر مسود الشباب أليفها … حبائب مبيض المشيب بغيضها

عن المقتر البادي القتير نفارها … وعند الفتى الحالي الثراء ربوضها

كأن قلوب العاشقين بدينها … رهون غرام ما تؤدى قروضها

وقد غر في ميعادها وهو خلب … كما غر من شيم البروق وميضها

أجرني بصبر إن فيض مدامعي … سيول هموم في فؤادي مغيضها

وهل مطفئات أدمعي نار لوعة … توقد في أرجاء قلبي مضيضها

تكلفني نقض العهود بسلوة … ثباتي على إبرام وجدي نقيضها

أأغضي على حد من الضيم مرمض … وسيفي بتار الحدود رميضها

أغثني بالإرشاد فالطرق إنما … يدل بها خريتها ونفيضها

أعني على بلواى فالعمر غمرة … يعاين أهوال الردى من يخوضها

شجاني انضمامي والخطوب كثيرة … إلى خطة يؤذي الأسود بعوضها

تساوى لديها غثها وسمينها … وأودى بها منحوضها ونحيضها

ولي عند تحقيق المعاني أدلة … تزيف في وقت النضار نقوضها

حظوظي على علاتها وشتاتها … كأبيات شعر ما يصح عروضها

جوامد لكن نار عزمي تذيبها … جوامح لكن طول صبري يروضها

ستشرق في أوج الصعود سعودها … وإن زاد إظلام الحظوظ حضيضها

بجود أمير المؤمنين وسيبه … تفيض على أرض الأماني فيوضها

إمام البرايا خيرها مستضيئها … غزير الأيادي جمها مستفيضها

تفيض لترويض الرجاء مياهه … وللنجح يرجى عدها ونضيضها

جزيل العطايا وافر الفضل وارف الظلال … طويل المأثرات عريضها

تبدل بالأموال آمال وفده … فكن فاقة منا بوجد يعيضها

ويفتح من مداحه باللها اللها … وقد حال من دون القريض جريضها

إذا اقترحت منا القرائح مدحه … تسابق من شوق إليه قريضها

مواليه مشكور المساعي نجيحها … وشانيه مردود المباغي دحوضها

أتتنا وفود الكرمات بجوده … ووافى إلينا قضها وقضيضها

إذا ظمئت آمالنا وردت له … بحار لهى يروي العطاش فضيضها

من الأسرة الغر التي بولائها … أفاض المبرات الغزار مفيضها

مكرمة أعراضها ومهانة … لإظهار عز الأولياء عروضها

موالاتهم في الله عن صدق نية … غسول لأدران الذنوب رحوضها

هم الكاشفو الغماء في كل لزبة … عدا بنيوب النائبات عضوضها

أضاء بهم شرق البلاد وغربها … وحيزت لهم أطوالها وعروضها

ومن عجب صلت لقبلة بأسهم … رؤوس أعاد من ظباهم محيضها

تدل على الرعب الذي في قلوبها … مفاصل للأعداء شاج نقيضها

وما هامر هام من الودق إن بكى … تبسم مرهوم الرياض أريضها

واديها وطاب نسيمها … وغرد شاديها وغنى غريضها

بأغزر من جود الإمام الذي به … إذا شكت الآمال يشفى مريضها

حباني على ضن الزمان بثروة … حلا زبدها في عيشتي ومخيضها

جناح رجائي ريش والناس منهم … رجائي محصوص الخوافي مهيضها

إليك أمير المؤمنين أحثها … نياقا تردى بالهزال نغوضها

طلائع آمال رذايا مطالب … تداعت بتعريق النحول نحوضها

حوامل آراب حوامل نجحها … إذا عقمت ميلادها ونفوضها

لئن عافت الأقدار عن قصد بابكم … وعارضني عند المسير عروضها

فإني أنى كنت في ظل طاعة … لغير هداكم ما تقام فروضها

سأطلب ربي في ورود بحاركم … وأهجر قوما أظمأتني بروضها