أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ – مهيار الديلمي
أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ … و أسألُ النومَ عنكم وهو مسلوبُ
و أبتغي عندكم قلباً سمحتُ به … و كيف يرجعُ شيءٌ وهو موهوبُ
ما كنتُ أعرفُ ما مقدارُ وصلكمُ … حتى هجرتم وبعضُ الهجر تأديبُ
أستودع اللهَ في أبياتكم قمراً … تراه بالشوق عيني وهو محجوبُ
أرضى وأسخطُ أو أرضى تلونه … و كلُّ ما يفعلُ المحبوبُ محبوبُ
أما وواشيه مردودٌ بلا ظفرٍ … و هل يجابُ وبذلُ النفس مطلوبُ
لو كان ينصفُ ما قال انتظرْ صلة ً … تأتي غداً وانتظارُ السيء تعذيبُ
و كان في الحبَّ إسعادٌ ومنعطفٌ … منه كما فيه تعنيفٌ وتأنيبُ
يا للواتي بغضنَ الشيبَ وهو إلى … خدودهنَّ من الألوانِ منسوبُ
تأبى البياضَ وتأبى أن أسوده … بصبغة ٍ وكلا اللونينِ غربيبُ
ما أنكرتْ أمس منه ناصلاً يققاً … ما تنكر اليومَ منه وهو مخضوبُ
ليتَ الهوى صان قلبي عن مطامعه … فلم يكن قطّ يستدنيه مرغوبُ
إني لأسغبُ زهداً والثرى عممٌ … نبتاً وأظما وغرب الغيثِ مسكوبُ
و لا أرقُّ لحرصٍ صاحبهُ … سعياً ويعلم أنّ الرزقَ مكسوبُ
عقبى الطماعة في مالٍ يمنُّ به … عصارة ٌ لا يغطى خبثها الطيبُ
طهرْ خلالك من خل تعابُ به … و اسلم وحيداً فما في الناس مصحوبُ
إني بليت بمضطرًّ رفيقهمُ … و الماءُ يملحُ وقتاً وهو مشروبُ
كم يوعد الدهرُ آمالي ويخلفها … أخاً أسرُّ به والدهرُ عرقوبُ
أسعى لمثل سجايا في أبي حسنٍ … و هل يبلغني الجوزاءَ تقريبُ
فدى محمدًّ المنسيَّ نائلهُ … مراجعٌ نيلهُ المنزورُ محسوبُ
حالٌ تحدثه الأحلامَ جاهلة ً … لحاقهُ وأخو الأحلامِ مكذوبُ
إن قدم الحظُّ قوماً غالطاً بهمُ … أو بينتهمْ عناياتٌ وتقريبُ
فالسيف يخبرُ قطعاً وهو مدخرٌ … و الطرفُ يكرمُ طبعاً وهو مجنوبُ
حذارِ من حدثِ النعماء مؤتنفٍ … علاؤه بشفيع الوجه مجلوبُ
تسوءه سائلا من أين سؤدده … إنّ اللئيم بما قد ساد مسبوبُ
أأنت أنت وفي الدنيا أبو حسنٍ … صدقتَ إن لفي الدنيا أعاجيبُ
إذا رأيتَ ذيولَ السرح آمنة ً … لم يحمها فلأمرٍ يحلمُ الذيبُ
يا ملبسي الشيمة َ الغراءَ ضافية ً … على َّ إن قلصتْ عنيَّ الجلابيبُ
علقتُ منك بعهدٍ لا مواثقهُ … تنسى ولا حبله بالغدر مقضوبُ
و أحمدتك اختباراتي وقد سبرتْ … غورَ الرجال وكدتها التجاريبُ
فلتجزينك عني كلُّ غادية ٍ … لها من الكلمِ الفياض شؤبوبُ
إذا وسمتُ حياها باسمك انحدرتْ … له الزبى وأطاعته المصاعيبُ
فاسلم لهنّ ولي ما طاف مستلمٌ … سبعا وعلقَ بالأستارِ مكروبُ
ترجى وتخشى فسيحَ الباب ممتنعاً … إن الكريمَ لمرجوٌّ ومرهوبُ