أريك الرضى لو أخفت النفس خافيا – المتنبي

أُرِيكَ الرّضَى لوْ أخفَتِ النفسُ خافِيا … وَمَا أنَا عنْ نَفسي وَلا عنكَ رَاضِيَا

أمَيْناً وَإخْلافاً وَغَدْراً وَخِسّةً … وَجُبْناً، أشَخصاً لُحتَ لي أمْ مخازِيا

تَظُنّ ابتِسَاماتي رَجاءً وَغِبْطَةً … وَمَا أنَا إلاّ ضاحِكٌ مِنْ رَجَائِيَا

وَتُعجِبُني رِجْلاكَ في النّعلِ، إنّني … رَأيتُكَ ذا نَعْلٍ إذا كنتَ حَافِيَا

وَإنّكَ لا تَدْري ألَوْنُكَ أسْوَدٌ … من الجهلِ أمْ قد صارَ أبيضَ صافِيَا

وَيُذْكِرُني تَخييطُ كَعبِكَ شَقَّهُ … وَمَشيَكَ في ثَوْبٍ منَ الزّيتِ عارِيَا

وَلَوْلا فُضُولُ النّاسِ جِئْتُكَ مادحاً … بما كنتُ في سرّي بهِ لكَ هاجِيَا

فأصْبَحْتَ مَسرُوراً بمَا أنَا مُنشِدٌ … وَإنْ كانَ بالإنْشادِ هَجوُكَ غَالِيَا

فإنْ كُنتَ لا خَيراً أفَدْتَ فإنّني … أفَدْتُ بلَحظي مِشفَرَيكَ المَلاهِيَا

وَمِثْلُكَ يُؤتَى مِنْ بِلادٍ بَعيدَةٍ … ليُضْحِكَ رَبّاتِ الحِدادِ البَوَاكِيَا