أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ – مهيار الديلمي

أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ … و لكنه ما بهرجَ الشيبَ ناقدُ

ضلالة ُ حبًّ غادرتني مزورا … عذاري وإني لو أفقتُ لراشدُ

يقولون عمرُ الشيبِ أطولُ بالفتى … و ما سرني أني مع الشيبِ خالدُ

أماضٍ فغدارٌ زمانٌ أباحني … حريمَ الهوى أم حافظٌ لي فعائدُ

و دارينِ من عالي الصراة ِ سقتها ال … بوارقُ ربعيَّ الهوى والرواعدُ

ألفتهما والعيشُ أبيضُ ضاحكٌ … بربعهما والظلُّ أخضرُ باردُ

و ندمانُ صبحي صاحبٌ متسمحٌ … معي وضجيعُ الليل إلفٌ مساعدُ

و أخرسُ مما سنت الفرسُ ناطقٌ … يهبُّ رياحا روحه وهو راكدُ

على صدره بالطول سبعٌ ضعائفٌ … تدبرها بالعرضِ سبعٌ شدائدُ

و خمسٌ سكونٌ تحت خمسٍ حواركٍ … تمدُّ ثلاثاً يمتطيهنَّ واحدُ

يشردُ من حلم الفتى وهو حازمٌ … فيرجعُ عنه فاسقا وهو عابدُ

و قوراءُ ماءُ الكرم أحمرُ ذائبٌ … عليها وماء التبر أصفرُ جامدُ

تمثلُّ بهرامَ الكواكبِ قائما … بها حيثُ بهرامُ الأكاسر قاعدُ

أميرانِ يخفي قائمَ السيفِ قابضٌ … عليه ويبدي درة َ التاج عاقدُ

تبينُ وحباتُ المزاج نوازلٌ … و تخفي وحبات الحبابِ صواعدُ

مصالحُ عيشٍ والفتى من خلالها … إذا لاحظ الأعقابَ فهي مفاسدُ

و دنيا لسانُ الذمّ فيها محكمٌ … و لكنها عند الحسين محامدُ

اليكم بني الحاجاتِ إنيَ رائدٌ … ليحبسَ جارٍ أو ليبركَ واخدُ

أبٌ بكمُ برٌّ وأنتم معقة ٌ … أخٌ لكمُ دنياً وأنتم أباعدُ

حبيبٌ إليه ما غنمتم كأنه … إذا جادَ مرفودٌ بما هو رافدُ

أناة ُ ومن تحت القطوبِ تبسمٌ … أواناً وفي عقب الأناة ِ مكايدُ

محاسنُ لا ينفكّ ينشرُ حامدٌ … لها بعضَ ما بطوي على الغلَّ حاسدُ

و لما جلاك الملكُ في ثوب جسمه … تراءت على قدر العروس المجاسدُ

أثبتُ بها عذراء ما افتضَّ مثلها … سوى ربها ما كلُّ عذراءَ ناهدُ

بهائية تعزي لأشرفِ نسبة ٍ … لتيأس منها كلُّ نفسٍ تراودُ

لها أرجٌ للعز باقٍ وإنها … على عزّ من تهدى إليه لشاهدُ

على منكب الفخر استقرت ولم تكن … تلاقيك لو لم تدرِ أنك ماجدُ

أبانَ بها ما عنده لك إنما … تحلى لإكرام السيوف المغامدُ

فزاد بهاءَ الدولة ِ اللهُ بسطة ً … على أيّ علقٍ منك أضحى يزايدُ

لئن كان سيفا مرهفَ الحدّ إنه … ليعلمُ علمَ الحقّ أنك ساعدُ

أتانيَ ليلا قرَّ عينا مبشري … فأيقظن وهنا وإني لراقدُ

قمتُ فكفٌّ يشكر الدهرَ كاتبٌ … ثناك وخدٌّ يشكر اللهَ ساجدُ

و ناديتُ فانثالتْ معانٍ كأنّ ما … تنظمه منها القوافي فرائدُ

و تنقدن لي ما سرنَ ظهرَ مدائحي … إليك وهنَّ عن سواك حوائدُ

و ما كنّ مع طول القيام صواديا … ليسرحنَ إلا حيث تصفو المواردُ

و لست كمن يعطي الأسامي نوالهُ … إذا جاد تقليدا وتلغى القصائدُ

و ما الشعرُ إلا ما أقامت بيوته … و سارت فأضحى قاطنا وهو شاردُ

و ما هو إلا في رقابٍ إذا فشا … به الحفظُ أغلالٌ وأخرى قلائدُ