أخلصت حبي في سر وإعلان – ابراهيم الأسود
أخلصت حبي في سر وإعلان … وصغت مدحي من در ومرجان
لمن له كل يوم الف مأثرة … يقوم منها عليها الف برهان
للحبر عواد من ساد الورى شرفاً … وامتاز في علمه السامي بلبنان
حبر تفرد في علم وفي عمل … وفي تقى ملء جنبيه وايمان
المحكم الرأي من يرعى رعيته … بحكمة وبطرف منه يقظان
طهر بضوع من فواح بردته … وجه الاديم باذيال واردان
لا غرو ان انكر العذال ما بذلت … يمناه في الناس من بذل واحسان
فان ذاكر جدواه امامهم … كمو قد الشمع في قاعات عميان
هو الذي صرت في حبي له مثلاً … وفيه قد صرت عالي القدر والشأن
هيهات ترجع نفسي عن محبته … وراحتي هي في الدنيا وريحاني
هل اترك البحر دوني سائغاً غدقاً … وابتغى وشلا في قعر فنجان
نظمت فيه عقود المدح غالية … وكل عقد بمعناه كديوان
الناصر الدين في الدنيا ولا عجب … أليس عواد من اصناء سمعان
قد فاخرت بيعة الله العلي به … كأن عواد فيها بطرس الثاني
والابرشية فيه طاولت زحلاً … قدراً وقد هزأت فخراً بكيوان
وكل مأثرة لا كل فاكهة … بها لمن يجتلي العرفان زوجان
كم شاد من معهد فيها ومدرسة … وكم حباها بسارٍ منه هتان
وكم بيوبيله السامي قد احتفلت … ذوو المقامات من قاص ومن دان
وفيه لبناننا العالي باجمعه … مشى اليه بانجيل وقرآن
ما كل صاحب تاج في الرعاة له … شأن وما كل مطران بمطران
تأبى السيادة الا ان تصير الى … من كل ذا ادب سام وعرفان
وكل من ساد في الدنيا بلا ادب … فلن يسود بها الا الى آن
قد ابتنى امس في الاسبان منزلة … فانهار في غده ما قد بنى الباني
وعنه قد ندا اخوان الصفا وقضى … شطر الحياة بلا صحب وخلان
ان المآثر من علم ومن أدب … ابقى على الدهر من ملك ابن ساسان
بني سليمان آثاراً وقد فنيت … وذكر امثاله ما كان بالفاني
وبولس باياديه الجسام وفي … عرفانه ملك في جسم انسان
مخلد الذكر ذو فضل يجف به … لطف المهيمن في سر واعلان