أ”حبى ” فيم خليتُ – بشار بن برد

أ”حبى ” فيم خليتُ … وَفِيمَ الْحَبْلُ مَبْتُوتُ

أأدللت بما عندي … من الشوق فأقصيت

أتاني بقض ما ألقيت … نِ هَارُوتٌ وَمَارُوتُ

فَمَا أمْسَيْتُ حَتَّى صَرَّخَ … الْحَيُّ وَسُجِّيتُ

لقد كنت على العينيـ … ن والرأس فنحيت

أحبى لو دنت من قلـ … بك الرحمة أدنيتُ

إِذَا بَاعَدْتِ أُضْنِيتُ … وَإِنْ قَرَّبْتِ عُوفِيتُ

وَعَزَّانِي أَبْو عَمْرو … وقدماً عنك عزيت

فَلَمْ أسْمَعْ مِنَ الشَّوْقِ … على سمعي فنوديتُ

أمات الشوق أوصالي … وَبَعَضُ الشَّوْقِ تَمْويتُ

وأن الدمع منهلٌ … وأن القلب مرفوت

… وَلاَ أصْبِرُ إِنْ شِيتُ

ألاَ يَا لَيْتَنِي مِنْكِ … الذي أعطيت أعطيتُ

وَأعْتَبْتُكِ مِنْ سَوْمِي … كما أعتب من سوت

كَأنِّي يَوْمَ لاَقَيْتُـ … ك خلف العين مبهوت

كأني ذاك من حبك … أوْ أخْرَسُ سِكّيتُ

إِذَا أَزْمَعتُ أنْ أَنْظُرَ … الحاجة أنسيت

لقد رحت وما أدري: … أسْحْرٌ ذَاكِ أمْ لِيتُ؟

أحبى ليس لي صبرٌ … وَإِنْ رَخَّصْتِ لِي جِيتُ

ولا والله ما يصبر … في البرية الحوتُ

دعاني لك جنيٌّ … مِنَ الْجِنَّانِ عِفْرِيتُ

بِوَجْهٍ زَاهِرِ الْحُسْنِ … زهاه الجيد والليث

جرى في ماء خديك … وفي الأنياب تنبيتُ

كأن القول من فيك … لنا در وياقوتُ

إذا أدبرت مات النا … س إن قيل لهم: موتوا

أعَادي فِيكِ يَا حُبَّى … وَقَبْلَ الْيَوْمِ عُودِيتُ

فَلَمْ أَجْزَعْ وَإنْ كُنْتُ … جَزْوعاً حِينَ خُوفِيتُ