أجل أعيادنا أيامك الغررُ – ابراهيم الأسود

أجل أعيادنا أيامك الغررُ … كأنما هي في صحف الهنا سور

والبشر في موكب العيد السعيد بدا … يفتر فيه لنا التوفيق والظفر

والدهر وافاك في بشر وفي طرب … والناس في مظهر الافراح قد ظهروا

وتلك ايامنا آلت بشاشتها … ان لا تعاودها في يمنك الغير

كهالة قد بدا العيد السعيد لنا … وانت في قلب تلك الهالة القمر

يا سيداً تملأ الدنيا مآثره … وفيه عنها صروف الدهر تنزجر

ومن اذا استنجد العافي انامله … سحت وفاضت يحاكي فيضها المطر

لي مقول فيك مثل السيف منصلت … وخاطر شعره كالغيث ينهمر

شعر بلبنان قد سارت قصائده … كانما هي فيه الانجم الزهر

كم صغت منه بمدح فيك قافية … كالمزن صافية ما شابها كدر

والآن خذ من ثنائي كل محكمة … ابياتها حكمٌ الفاظها درر

فكيف لا املأ الدنيا بها وعلى … ولاك تشهد لي ابياتها الغرر

وبالثبات على عهد الولاء الى … علاك يشهد لي في طوله العمر

خمسون بعد ثمانٍ قد مضت وانا … باقٍ بامرك يا مولاي أأتمر

وان اصغ بسوى علياك قافية … باي عذر الى علياك اعتذر

محضتك الود صفواً والاله على … ما قلت يشهد والآيات والسور

ومن كبولس عوادٍ يحق بان … يخصه بالولاء البدو والحضر

وقد وهبتك قلباً فيك ذا شغف … وليس يملك قلبي غيركم بشر

لا زلت للدهر مرفوع اللوا ابداً … تهدي اليك الثنا الروحات والبكر

ولا خلا الدين من حبرٍ تضيء لنا … آراؤه وظلام الخطب معتكر

بك الدين روض بالمسرات مزهر … وغرس نضير في جنى الفضل مثمر

وذكرك موصول الرواية بالثنا … وفي مصر والشامات بالشكر يذكر

تآليفك الغراء كالصبح قد بدت … واسفارها عن جوهر الحق تسفر

الست الذي هزّ المنابر حكمة … واعوادها تختال فيه وتخطر

الست الذي في صبره ادرك المنى … وعلمنا في عهده كيف نصبر

وبيروت قد ذاقت من الصبر جرعة … حلت يوم فيها حل منك المظفر