أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ – الأخطل
أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ … لمْ يَبْقَ غيرُ مُناخِ القِدْرِ والحُمَمِ
وغيرُ نؤي رمتهُ الريحُ أعصرهُ … فهو ضئيلٌ كحوض الآجنِ الهدمِ
كانَتْ منازِلَ أقوامٍ، فغَيّرها … مرّ الليالي ونضحُ العارضِ الهزمِ
وقد تكونُ بها هيفٌ، منعمة ٌ … لا يلتفعنَ على سوء ولا سقمِ
لا يصطلينَ دخانَ النار، شاتية ً … إلا بعودِ يلنجوجٍ على فحمِ
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدم روحها … عند الأصيلِ، هديرُ المُصْعَبِ القَطِمِ
لقدْ حلفتُ بما أسرى الحجيجُ لهُ … والنّاذرين دماءَ البُدْنِ في الحَرَمِ
لَولا الوَليدُ، وأسْبابٌ تَناوَلَني … بهنَّ، يومَ اجتماعِ الناس بالثلمِ
إذاً لكُنتُ كمَنْ أوْدى ، وَوَدَّأهُ … أهْلُ القَرابَة ِ بَينَ اللّحدِ والرَّجَمِ
أهْلي فداؤكَ، يومَ المُحْرِمونَ بها … مُقاسَمُ المالِ أوْ مُغْضٍ على ألمِ
يوْمَ المُقاماتِ، والأمْوالُ مُحْضَرَة ٌ … حولَ امرئ غيرِ ضجاجٍ ولا برمِ
إنّ ابن مروانَ أسقاني على ضمإ … بِسَجْلِ، لا عاتِمٍ رَيْثاً ولا خَذِمِ
ما يحرمُ السائلَ الدنيا، إذا عرضتْ … وما تعود منهُ المالُ بالقسمِ
لا يَستَقِلُّ رجالٌ ما تحَمّلَهُ … ولا قريبونَ منْ أخلاقهِ العظمِ
من آلِ عفانَ فياضُ العطاءِ إذا … أمسَى السحابُ خفيفَ القَطرِ، كالصِّرَم
تسوقُهُ، تَحْملُ الصُّرَّادَ مُجْدِبَة ٌ … حتى تَساقطَ بَينَ الضَّالِ والسَّلَمِ
فهم هنالك خيرُ الناسِ، كلهم … عندَ البلاء، وأحْماهُمْ على الكَرمِ
ألباسِطونَ بِدُنياهُمْ أكُفَّهُمُ … والضَّاربُون غَداة َ العارِضِ الشَّبِمِ
والمُطْعِمون، إذا ما أزْمَة ٌ أزَمَتْ … والمقدمون على الغاراتِ بالجذمِ
عوابسَ الخيلِ إذا عضتْ شكائمها … وأصْحرَتْ عَنْ أديمِ الفِتنة ِ الحَلِمِ
هم الأولى كشفوا عنا ضبابتها … وقوَّموها بأيديهمْ عَنِ الضَّجَمِ
فإذ أتتْكُمْ وأعْطَتْكُمْ بدِرَّتِها … فاحتلبوها هنيئاً، يا بني الحكمِ
بَني أُميّة َ، قدْ أحْدَتْ فواضِلُكُمْ … منكْم جيادي، ومنكْ قبلها نعمي
فهي، غذا ذكرتُ عندي وإن قدمتْ … يوماً، كخطّ كتابِ الكف بالقلمِ
فإنْ حلَفْتُ، لقد أصْبَحْتُ شاكِرَها … لا أحْلِفُ، اليومَ، مِن هاتا على أَثِمِ
لولا بلاؤكمُ في غير واحدة ٍ … إذاً لقُمْتُ مَقامَ الخائِفِ الزَّرِمِ
أسمَعْتُكُمْ يومَ أدْعو في مُوَدَّأة ٍ … لولاكمُ شاعَ لحمي عندها ودمي
لولا تناوُلكُم أيايَ، ما علقتْ … كفّي بأرْجائِها القُصْوى ولا قَدَمي
وقد علمتُم وإن أصبحتُ نائيكُمْ … نُصْحي، قديماً، وفِعْلي غيرُ مُتّهَمِ
لقَدْ خشيتُ وشاة َ النّاسِ عندكُمُ … ولا صَحيحَ عَلى الأعداء والكَلِمِ