أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا – بهاء الدين زهير

أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا … وَيَبْطُلَ كَيْدُ الحاسدينَ ويُخذَلا

وقاكَ الذي تخشاهُ منْ كلّ حادثٍ … جميلٌ رعاكَ اللهُ فيهِ تطولا

فلا أدركَ الحسادُ ما فيكَ أملوا … وأدركتَ ما فيهمْ غدوتَ مؤملا

سَعَيْتَ لأمْرٍ كامِليٍّ أطَعْتَهُ … أطَعْتَ بهِ أمْرَ الإلَهِ المُنَزَّلا

وكانَ مسيراً فيهِ أوفى مسرة ٍ … وصارَ فُضُولُ الحاسدينَ تَفَضّلا

وَما أُغْمِدَ الهِنديُّ إلاّ ليُنْتَضَى … وَما ثُقّفَ الخَطّيُّ إلاّ ليُحْمَلا

فلِلّهِ يَوْمٌ أنْتَ فيهِ مُسَلَّمٌ … وَهَبتَ لَهُ جُرْمَ الزّمانِ الذي خَلا

فإنْ ذكروا يوماً أغرَّ محجلاً … فإيّاهُ يَعْنُونَ الأغَرَّ المُحَجَّلا

لقد ضَلّ مَن يَبغي لنَصرٍ إسَاءَة ً … وخابتْ مساعيهِ وخانَ التفضلا

أميرٌ لَهُ في الجُودِ كلُّ غَريبَة ٍ … بها يَطرَبُ الرّاوي إذا ما تَمَثّلا

أعزُّ الورى قدراً وأمنعهمْ حمى … وَأكْرَمُهُمْ نَفْساً وَأرْفَعُهمْ عُلى

وما قستهُ في الناسِ قطّ بماجدٍ … وَإنْ جَلّ إلاّ كانَ أزكَى وَأفضَلا

سَوَاءٌ عَلَيْهِ أنْ يُجَرّدَ عَزْمَهُ … إذا نابَ خَطبٌ أوْ يُجرّدَ مُنصُلا

أخو يقظة ٍ لوْ أنّ بعضَ ذكائهِ … ألَمّ بأطْرَافِ الذُّبالِ لأشعَلا

بهِ افتخرتْ تيمٌ وعزّ قبيلها … وأصبحَ منها مجدها قد تأثلا

أمولايَ لقيتَ الذي أنتَ آملٌ … وَبُقِّيتَ للرّاجي نَداكَ مُؤمَّلا

وهنئتَ أبناءً كراماً أعزة ً … رأيتَ لهمْ مثلَ الضراغمِ أشبلا

صلاتهمُ في الجودِ أضحتْ عوائداً … وسائِلُهُمْ في النّاسِ لَنْ يَتَوَسّلا

إذا ركبوا في الروعِ زانوكَ موكباً … وإنْ نَزَلُوا في السّلمِ زانوكَ مَحفِلا

بحُورٌ بُدورٌ في النّوَالِ وَفي الدّجَى … غيوثٌ ليوثٌ في المحولِ وفي الفلا

فلا عدموا من فضلكَ الجمّ أنعماً … أحَلَّتْهُمُ رَوْضَ السّعادة ِ مُقبِلا

عسَى نَظرَة ٌ من حُسنِ رَأيكَ صُدفَة ً … تسوقُ إلى جدبي بها الماءَ والكلا

فها أنا ذا أشكو الزمانَ وصرفهُ … وتأنفُ لي علياكَ أن أتبذلا

مقيمٌ بأرضٍ لا مقامَ بمثلها … وَلَوْلاكَ ما أخّرْتُ أنْ أتَحَوّلا

فَجُدْ لي بحُسنِ الرّأيِ منكَ لَعَلّني … أرَى الدّهرَ ممّا قد جرَى مُتَنَصّلا

وحسبُ امرىء ٍ كانتْ أياديكَ ذُخرَهُ … إذا طرقتْ أحداثهُ متمولا

وما زِلتُ مذ أصبحتُ في النّاس قاصِداً … جَنابَكَ مَقصُودَ الجَنابِ مُبَجَّلا

وهل كنتُ إلاّ السّيفَ خالَطَهُ الصّدا … فكنتَ لهُ يا ذا المَوَاهبِ صَيقَلا

وما ليَ لا أسْمُو إلى كلّ غَايَة ٍ … إذا كنتَ عوني في الزمانِ وكيفَ لا