أبو الهول – أديب كمال الدين

إلى: الصديق الفنان حميد ياسين

.

واقف في الصحارى البليغة

واقف كالمرايا التي تخلقُ السرّ تمتصهُ

مثلما الماء إذ يختفي في رمالِ الهجير

واقف في همومِ السهاد

واقف كالرمادْ.

اشترتني الزنود القوية

ثم لما أتاني المليكُ انحنى

قال: نحن استوينا معاً

خفقةً للربيع الذي لن يموت

مسرحاً أزرقاً للطقوس

قال : نحن الملوك

فانطق الآن أو فلتكنْ

أنتَ سريّ البليغْ

أنتَ ربّ العروشْ.

واقف..

ليس لي صاحب أو حبيبْ

قـُدّ وجهي، إذنْ يا لبؤسي المديد الخطى

صخرةً من جحيم الصخورْ

واقف كالحلمْ

كالجدار، الإلهْ.

واقف

مرّ، كالنجمةِ النازفة

من أمامي، الزمانْ

مرَّ صوتُ اللحاء الرهيف

والبحار، الرياحْ

مرَّ صوتُ الملوك الحيارى

والملوك اليتامى

والصعاليك والأحذيةْ

مرَّ صوتُ الشموسْ

.. مرّةً تخلبُ اللبّ من حسنها

.. مرّةً مزّق البحرُ أثوابها

مرَّ صوتُ اللقاء

… كان عِقداً صغير اللُمى

… كان عِقداً صغير السماء

مرَّ صوتُ الطبول

… كان زهراً له وحشة الأقبية

ضجّة الثدي والعنفوان، الدماءْ

مرَّ صوتُ الهدى

مُسرعاً كالظلامْ

وانتهوا؟ كالوقوفْ؟

واقف كالعطشْ

كالصحارى، الهواءْ

واقف كالسؤالْ

واقف ما أمرّ الوقوفْ

كلمات: الناصر

ألحان: عبدالله الرويشد

2006