أبداًبذكرك تنقضي أوقاتي – الشاب الظريف
أبداًبذكرك تنقضي أوقاتي … ما بين سمَّاري وفي خلواتي
يَا وَاحِدَ الحُسْنِ البَديعِ لِذاتِهِ … أنا واحد الأحزان فيك لذاتي
وَبِحُبِّكَ اشْتَغَلَتْ حَوَاسِي مِثْلَمَا … بِجَمَالِكَ امْتَلأَتْ جَمِيعُ جِهَاتي
حسبي من اللَّذاتِ فيكَ صَبَابة ً … عندي شُغِلْتُ بها عن الَّذَّاتِ
ورضاي أني فاعلٌ برضاك ما … تَخْتَارُ مِنْ مَحوِي وَمِن إثْبَاتِي
يَا حَاضِراً غَابَتْ بِهِ عُشَّاقُهُ … عن كلِّ ماضٍ في الزَّمانِ وآتِ
حَاسَبْتُ أَنْفَاسِي فَلَمْ أَرَ واحِداً … مِنْهَا خَلاَ وَقْتاً مِنَ الأَوْقاتِ
ومدلَّهينَ حجبتَ عنك عقولهم … فهُمُ من الأحياء كالأمواتِ
تَتْلُو على الهَضَبَاتِ تَطْلُبُ ناشِداً … مِنْهُمْ كأَنّكَ في ذُرَى الهَضَبَاتِ
لمَّا بكوا وضحكت أنكر بعضهم … شأْني وقَالُوا: الوَجْدُ بالعَبراتِ
فأَظنُّهُمْ ظَنُّوا طَرِيقَكَ واحِداً … وَنَسوْا بِأَنَّكَ جَامِعُ الأَشْتَاتِ
ما تستعدُّ لما تفيض نُفُوسُهُمْ … فَتَغَيضُ مِنْ كَمَدٍ وَمِنْ حَسَراتِ
يا قَطْرُ عُمَّ دِمَشْقَ واخْصُصْ مَنْزِلاً … في قاسيُون وحلِّهِ بنباتِ
وَترَنَّمي يا وُرْقُ فيهِ ويا صَبَا … مُرِّي عَلَيْهِ بِأَطْيَبِ النَّفَحَاتِ
فيه الرِّضَى فيه المُنى فيه الهُدى … فيهِ أُصُولُ سَعَادَتي وَحَيَاتي
فيه الذي كَشَفَ العمَى عَنْ ناظري … وجلا شُموسَ الحقِّ في مرآتي
فيهِ الأَبُ البّرُّ الشَّفُوقُ فديتُهُ … من سائرِ الأسواءِ والآفاتِ
كَفٌّ تُمَدُّ بِجُودِهِ نَحْوِي وأُخْـ … ـرَى لِلسَّماءِ بِصَالِحِ الدَّعَواتِ
وإذَا جَنَيْتُ بِسَيِّئاتي عَدَّها … ـ كَرَماً وإحْساناً ـ مِنَ الحَسَناتِ
وإذَا وَقَيْتُ بِوَجْنَتَيَّ نِعَالَهُ … عَدَّدْتُ تَقْصِيري مِنَ الزَّلاَّتِ
لَمْ يَرْضَ بالتَّقْلِيدِ حَتَّى جَاءَ في … التَّوْحِيدِ بالبُرْهَانِ والآياتِ
نَفْسٌ زَكَتْ وَزَكَتْ بِهَا أَنْوَارُها … في صُورَة ٍ نَسَخَتْ صَفَاءَ صِفَاتِي
بهرتْ ـ وقد طَهُرَتْ ـ سَناً وتقدَّست … ْ شرفاً عنِ التشبيه والشُّبهاتِ
في كلِّ أرضٍ للثَّناءِ عليهِ مَا … يُرْوَى بِأَنْفَاسِ الصَّبَّا العَبِقَاتِ
أأبي وإنْ جَلَّ النِّداءُ وَقَلَّ مِقْـ … ـدارِي نِداءُ العَبْدِ للسَّاداتِ
أنّى التفتُ رأيتُ مِنكَ محاسناً … إنْ مِلْتُ نَشْواناً فَهُنَّ سُقَاتي
وَبِسِرِّكَ اسْتَأْنَسْتُ حَتَّى أَنَّني … لَمْ أَشْكُ عَنْكَ تَغرُّبي وشَتاتي
وإذَا ادَّخَرْتُكَ لِلشَّدائِدِ لَمْ تَكُنْ … يوماً لِغَمْزِ الحادثاتِ قناتي
وإذا التقيتُ أو أتَّقيتُ ببأسكَ الـ … ـخطبَ المُلِمَّ وجدْتُ فيهِ نَجاتي
وأرى الوُجُودَ بأسرهِ رجعَ الصَّدى … وأَرَى وُجُودَكَ مَنْشأَ الأصْوَاتِ
فَعَلَيْكَ مِنْكَ مَعَ الأَصَائِلِ والضُّحَى … تُتْلَى أَجَلَّ تَحِيَّة ٍ وَصَلاة ِ