أبا عبدِ الالهِ أصخْ لقولي ، – دعبل الخزاعي

أبا عبدِ الالهِ أصخْ لقولي ، … وبَعضُ القَولِ يَصحبُهُ السَّدادُ

ترى طمساً تعودُ بها الليالي … إلّى الدُّنيا، كما رَجَعتْ إيادُ 

قبائلُ جذَّ أصلهم فبادوُا ، … وأودى ذكرهمْ زمناً ، فعادوا

وكانُوا غَرَّزُوا في الرَّملِ بَيْضاً … فأمسَكَهُ، كما غَرزَ الجرادُ

فلما أنْ سُقوا درجُوا ودبُّوا ، … وزادُوا حِينَ جادَهُم الْعِهادُ

هُمُ بَيضُ الرَّمادِ يُشَقُّ عَنْهمُ … وبَعْضُ الْبيْضِ يُشبِهُهُ الرَّمَادُ

غداً تأْتيكَ إِخوتُهمْ جديسٌ … وجرهُمُ قصَّراً ، وتعودُ عادُ

فتعجزُ عنهمُ الأمصارُ ضيقاً ، … وتمتلىء ُ المنازلُ والبلادُ

فلمْ أرَ مثلهم بادوا فعَادُوا ، … ولمْ أرَ مثلهم قلَّوا فزادوا

توغَّل فيهمُ سفلٌ وخوزٌ … وأَوباشٌ فَهمْ لَهُمُ مِدَاد

وأَنباطُ السَّوادِ قدْ استَحالوا … بِها عَرَباً، فَقَدْ خَرِبَ السَّوَادُ

ولو شَاءَ الإمامُ أَقامَ سوقاً … فباعهمُ كما بيعَ السَّمادُ