أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ – أبو تمام

أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ … ولا زالَ منْ حاربته داميَ الكلمِ

رَأَيْتُكَ تَرْعَى الجُودَ مِنْ كلِ وِجْهَة … وتبني بناءَ المجدِ في خطة ٍ النجمِ

وذا شيمٍ سهلية ٍ حسنية ٍ … رَئِيسيَّة ٍ صِيغَتْ مِنَ الجَبْرِ والحَطْمِ

إذا نَوْبَة ٌ نابَتْ أدَرْتُ صُروفَها … على الضَّخْم آراءً لَدَى الحادثِ الضَّخْمِ

يداكَ لنا شهرا ربيعٍ كلاهُما … إذا جفَّ أطرافُ البخيلِ من الأزمِ

ألذُّ مصافاة ً من الظلِّ والضحى … وأكرمُ في اللأواءِ عوداً من الكرمِ

ففيمَ تركتَ النصفَ في الودِّ بعدما … رآه الورى خيراً من النصفِ في الحكم؟

أَإيَّايَ جارَى القَوْمُ في الشعْر ضَلَّة ً … وقد عايَنُوا تلكَ القلائدَ مِنْ نَظْمِي 

طلعتُ طلوعَ الشمس في كل تلعة ٍ … وأشرفْتُ إشرافَ السماكِ على الخَصْمِ

وما أنا بالغيرانِ منْ دونٍ جارِه … إذ أنا لم اصبحْ غيوراً على العلمِ

لصيقُ فؤادي مذْ ثلاثونَ حجة ً … وصيقلُ ذهني والمروحُ عنْ همي

أبى ذَاكَ صَبْرٌ لا يَقِيلُ على الأَذَى … فُواقاً ونَفْسٌ لا تَمرَّغُ في الظُّلْمِ

وإني إذا ما الحلمُ أحوجَ لاحياً … إلى سفهٍ أفضلتُ فضلاً على حلمي

تَظُنُّ ظُنونَ السُوءِ بي إنْ لَقِيتَنِي … ولا وتري فيما كرهتَ ولا سهمي

وتَجْزَعُ مِنْ مَزْحِي وَتَرْضَى قَصِيدَة ً … وقد أُخْرِجَتْ ألفاظُها مَخْرَجَ الشتْمِ

فإنْ تَكُ أحياناً شَدِيدَ شَكِيمَة … فإنكَ تمحوها بما فيكَ منْ شكمِ

وما خَيْرُ حِلْمٍ لم تَشُبه شَراسَة ٌ … وما خَيرُ لَحْمٍ لا يكونُ على عَظْمِّ

وهَلْ غَيْرُ أخلاقٍ كِرَامٍ تَكافأتْ … فَمِنْ خُلُق طَلْقٍ ومِنْ خُلُقٍ جَهْمِ 

نُجومٌ فهذا للضيَاءِ إذا بَدا … تجلَّى الدُّجَى عنه وذلكَ لِلرَّجْمِ

فإنْ لم تَطِيبَا لي جَمِيعاً فإنَّه … نَهى عُمَرٌ عَنْ أكْلِ أُدمَيْنِ في أدْمِ