أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ – حيدر بن سليمان الحلي

أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ … طواكم وعندي من شمائلكم نشرُ؟

سلامٌ على تلك المحاسن إنها … مضت فمضى في إثرها الزمن النضرُ

لعمري لئن قد أقفر الجزعُ منكم … فربع الأسى من بعدكم طللٌ قفر

أشاق إليكم كلما عنَّ بارقٌ … وآية ُ شوقي أنَّ دمعي له قطر

ولا أنشق الأرواحَ إلا غلالة … لتبردَ أحشائي وهل يبرد الجمر؟

وكنت أعدُّ الهجرَ لا شيء فوقه … إلى أن أتى ما هان من دونه الهجر

فأصبحت لا أعلامُ سلع تشوقني … ولا يتصبّاني بها ما حوى خدر

وكيف وفقدان الشباب فقدتكم؟ … وتلك حياة ٌ لا يُحبُّ لها عمر

ولما تجاذبناكمُ أنا والردى … رجعت برغمي عنكم ويدى صفر

وكم منكم من واضح الوجه ادرِجتْ … له صورة ٌ في البُرد لم يحكها البدر

وكافورة ٍ للحسن أضحت بزعمهم … تعطَّر بالكافور وهي له عطر

لي اللهُ بعد اليوم من لي بقربكم … وأبعدُ غادٍ من أتى دونه القبر

قفوا زوِّدونا إنما هي ساعة ٌ … ووعد التلاقي بيننا بعده الحشر

رحلتم وقلبي شطرُه في ظعونكم … وللوجد باقٍ منه في أضلعي شطر

وشيَّعتكم والدمع يومَ نواكم … غريقان فيه خلفكم أنا والصبر

وأعهدُ خصراً يشتكي ثقلَ ردفه … فوارحمتا تحت الرشا لك يا خصر

ولما وقفنا للفراق وقُرِّبت … حمولة ُ بينٍ لا يكلُّ لها ظهر

ربطت بكفيَّ الضلوع على حشاً … تكاد خفوقاً أن يطيرَ بها الذعر

كأنَّ نياط القلب شدّت حمولكم … به، وبكم عنّي مذ انفصل السفر

فكم خلفكم لي أنة ٌ ما لوت بكم … على أنها قد لان شجواً لها الصخر

سأبكيكم ما ناح في الوكر طائرٌ … فطائرُ قلبي بعدكم ما له وكر