آنَسْتُ بِكُمْ وَلَكِنْ تَمَّ أُنْسِي – خليل مطران
آنَسْتُ بِكُمْ وَلَكِنْ تَمَّ أُنْسِي … بِمَوقِعِ هَذِهِ الأَنْغَامِ مِني
فَمَا فِي الغِيدِ مَنْ يَشْجُو بِصَوْتٍ … أرَقَّ وَلا بِإِيقاعٍ أَحَنِّ
تَوَسَّطَتِ النَّدِيَّ عَرُوسُ شِعْرٍ … تَنَالُ مِنَ القُلُوبِ بِلاَ تَجَنِّي
سَبَى الأَسْمَاعَ وَالأَبْصَارَ مِنْهَا … غِنَاءُ الطَّيْرِ فِي الظَّبْيِ الأَغَنِّ
تَبَسُّمُ طِفْلَةٍ وَخُفُوقُ نَجْمٍ … وَآيَةُ عُلْوِ تَلْقِي سِحْرَ جِنِّ
وَتَطْرِيبُ بِإنْشَادٍ شَهَيٍّ … كَإسْعَادٍ يَجِيءُ بِغَيْرِ مَنٍّ
أَتَشْدُو أمُّ كَلْثومٍ وَتَبْقَى … أمَالِيدُ الجَنَانِ بِلاَ تَثَنِّي
أَتَشْدُو أمُّ كُلْثومٍ وَفِينَا … طَرُوبٌ لا تيرَى كَصَريعِ دَنِّ
لَهَا نَبَرَاتُ صَوْتِ تَسْبِيِّنَا … إذَا عَجَلَتْ وَتَصْبِي فِي التَأَنِّي
هِيَ القُبُلاَتُ فِي صَمْتٍ طَوِيلٍ … يُسَلْسلُهَا جَوَى غَرِدٍ مُرِنِّ
يَكَادُ يَهُزَّ شَامخَةَ الرَّوَاسِي … صَدَاهَا فِي القَرَارِ المُطمَئِنِّ
يَثِيرُ جَوَابُهَا أَمْوَاجَ شَوْقِ … وَلَيْسَ البَحْرُ إلاَّ بَحْر فَنِّ
تَزِيدُ اللَّحْنَ بِعْدَ اللَّحْنِ طيباً … فَيَعْدُو بِالبَدَاعَةِ كُلَّ ظَنِّ
بِرُوحِي الاجْتِمَاع وَفِيهِ أوْفَتْ … حَقيقَةُ الائْتِلاَفِ عَلَى النَّمَنِّي
فَدُوحُ الأَرْزِ مُصْغٍ مِنْ ذُرَاهُ … وَبُلْبُلُ مِصْرَ فِي الوَادِي يُغَنِّي