آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ – مهيار الديلمي

آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ … ولا تبالي أيُّ سرَّيها علنْ

طيّبة ُ المئزرِ رسلٌ كلّها … سوى الحديثِ المشتهى بها بطنْ

لا تنكرِ الليلة ُ من ضجيعها … مع ريبِ الليل ومنها ما يجنّْ

طرقتها والبدرُ يشكو وجهها … والنجمُ يحكي قرطها لولا الأذنْ

فاستيقظتْ تعثرُ في لسانها … ما علقتْ منه فضالاتُ الوسنْ

تقول منْ وإنها عالمة ٌ … لولا اتباع عادة ٍ أنِّي منْ

والرقباءُ أعينٌ وألسنٌ … قيَّدها خيطُ الكرى عنِّي وعنْ

فكان ما أرضى العفافَ كلَّه … وبعضُ ما أرضى الغرامَ لم يكنْ

معاتبٌ نشرَ الصَّبا وبُلغٌ … من التشاكي كسقاطاتِ المُزنْ

والنظرة ُ الخلسة ُ والقبلة لا … تدري وراء الشفتين ما بطنْ

وفي الحديث ذي الشجون بيننا … ذكر الكرام كيف قلُّوا في الزمنْ

وضيعة ُ الفضل وضعفُ أهله … وكيف قد مات الوفاء ودُفنْ

فلم نجد غيرَ ابن أيّوب فتى ً … لما تريد المكرماتُ قد فطنْ

ما نطفة ٌ تبردُ في قرارة ٍ … تمسحها كفُّ الصَّبا من الدرنْ

ما طرقتها شفة ٌ ولا يدٌ … ما ودعَ السحابُ فيها ما خزنْ

بنجوة ٍ عن القذى يحوطها … حساً أصابَ مسرقا على الفننْ

أطيبُ من أخلاقه مشروبة ً … ولا جنا النحلة ِ ديفَ باللبنْ

ولا حبالُ مسدٍ متينة ٌ … معقولة ٌ من كلِّ طودٍ بركنْ

أوثقُ منه عروتيْ مودّة ٍ … ما برزَ النفاقُ فيهم أو كمَنْ

ولا الكمال ناطقا عن نفسه … لو أعطي الكمالُ شخصا ولسنْ

أجمعُ منه لصفاتِ سؤددٍ … ظاهرة ٍ لو السّبارِ يمتحنْ

يا ديمة َ الشكر الطويلِ ذيلها … طال بها الماءُ الثقيلُ وارجحنّْ

تهدّلت حافلة ً ضروعها … بالقولة العذبة والمعنى الحسنْ

تحدو بها ريحُ القريض رجزا … كأنما قيل لحاديها نغنّْ

حلِّى العياب فامطريمحمّدا … ملء شعابِ الأرض حمداً لا يمنّْ

جزاء ما أسلف من صالحة ٍ … إن الثناءَ للندى خيرُ ثمنْ

تناوبي عِراصه نائبة ٍ … عنِّيَ في فرض التهاني والسُّنن

ليعلم الحسَّادُ فيه أننّي … بعتُ به الناس فلم أخشَ الغبنْ

وأنه أحرزَ منِّي صارما … عليهمُ لا تتوقّاه الجننْ

ما رقصت قامصة ٌ برحلها … إلى منى ليناء خشناء الرَّسنْ

وما سعوا عارين أبدانا إلى ال … حجّ وأضحوا عاقرين للبدنْ

كلُّ دعاءٍ يرفعون فله … ما كان منه بالقبول مرتهنْ