آسيت للأيام كل كليم – ابراهيم الأسود
آسيت للايام كل كليم … وبلوت اهليها بلاء حكيم
وخبرتهم وخبرت دهرهم ولم … ابرح باهل الدهر جد عليم
ان سرني اني ظفرت بثابت … منهم على عهد الاخاء مقيم
ما ساءني خل تنكر منهم … من غير ما ذنب ولا تأثيم
سرعان ما سدل اللثام على هوى … مني له متمكن بصميمي
ضل السبيل وخان عهد صديقه … ومضى وضيع حرمة الاسكيم
واطاع لما ضل امراً لامرءٍ … ما كان في دنياه غير اثوم
ذاك الذي لم يرع عهداً سنه … بحياته من حادث وقديم
وانا الذي ما ملت عن ود امرءٍ … خل حفيظ للاخاء حميؤم
ما غير الحدثان غر خلائقي … وهي الطوالع فيه مثل نجوم
خيمي الذي عرف الزمان واهله … مهما تنكرت الليالي خيمي
وسجيتي حفظ العهود ولو بها … صيرت ابناء الزمان خصومي
الفيتني فيه كرضوى ثابتاً … الفى عظيم الخطب غير عظيم
ومتوج بكرامة دينية … كم صغت من دربه منظوم
عنه اذود بمرقمي وبمقولي … هجمات كل معاندٍ وخصيم
حتى اذا جربته الفيته … لم يرع حادث ذمتي وقديمي
وطوى صحائف ما نشرت بحمده … في طي تاريخي وطي رقيمي
هذا ودهري لم يصد بوجهه … عني وعضبي ليس بالمكلوم
ومناقبي في الدهر ضائع عرفها … كالمسك تحمله اكف نسيم
حسبي الذي عني يصد بانني … عنه اصد وما انا بلئيم
هيهات ان آسي عليه وقد نأى … عني بجانبه وكان غريمي
ولئن اضاع مودتي فلكم ظفرت … بصحبة من ماجد وكريم
اني ظفرتا بعطف اكرم سيد … هو في ربى لبنان خير زعيم
البطريرك عريضةٌ من قد غدا … يجري القضاء بامره المحتوم
والحبر عواد المفدى ذو النهى … عون اليتيم وناصر المظلوم
وسواهما من كل حبر صادق … حر على حفظ العهود مقيم
فهم الأُلى اصفيتهم ودي وهم … احرى جميع الناس بالتعظيم