آثارُ أَطلالٍ بِرَومَةَ دُرَّسِ – صريع الغواني

آثارُ أَطلالٍ بِرَومَةَ دُرَّسِ … هِجنَ الصَبابَةَ وَاِستَثَرنَ مُعَرَّسي

أَوحَت إِلى دِرَرِ الدُموعِ فَأَسبَلَت … وَاِستَفهَمَتها غَيرَ أَن لَم تَنبِسِ

زَجِّ الهَوى أَو دَع دُموعَكَ تَبكِهِ … وَاِجنَح إِلى خُطَطِ المَتالِفِ وَاِحبِسِ

وَكَلَ الزَمانُ إِلى البِلى أَطلالَها … فَخَلَت مَعالِمُها كَأَن لَم تُؤنِسِ

وَلَرُبَّ صاحِبِ لَذَّةٍ نادَمتُهُ … في رَوضَةٍ أُنُفٌ كَريمُ المَعطِسِ

صَفراءَ مِن حَلَبِ الكُرومِ كَسَوتُها … بَيضاءَ مِن صَوبِ الغُيومِ البُجَّسِ

مُزِجَت وَلاوَذَها الحُبابُ فَحاكَها … فَكَأَنَّ حِليَتَها جِنِيُّ النَرجِسِ

وَكَأَنَّها وَالماءُ يَطلُبُ حِلمَها … لَهَبٌ تُلاطِمُهُ الصَبا في مَقبَسِ

جَهِلَت فَدارى جَهلَها فَتَبَسَّمَت … عَن مُشرَبٍ لَونَ الشُهولَةِ أَعيَسِ

وَالناسُ كُلُّهُمُ لِضِنيٍ واحِدٍ … ثُمَّ اِختِلافُ طَبائِعٍ في أَنفُسِ

حَتّى إِذا نَضَبَ النَهارُ وَأُدرِجَت … في اللَيلِ شَمسُ نَهارِهِ المُتَوَرِّسِ

ساوَرتُهُ فَاِمتَدَّ ثُمَّ تَقَطَّعَت … أَنفاسُهُ في صُبحِهِ المُتَنَفِّسِ

وَالعيسُ عاطِفَةُ الرُؤوسِ كَأَنَّما … يَختِلنَ سِرَّ مُحَدِّثٍ في الأَحلُسِ

يَخرُجنَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ … أَسيافُنا يَومَ العَجاجِ الأَغبَسِ

ثُمَّ اِستَقَلَّت بِالحُتوفِ رِماحُنا … وَالخَيلُ في لَيلٍ مُسَدّى مُلبَسِ

وَبَوارِقُ الأَغمادِ تَبدو تارَةً … حُمراً وَتُخفى تارَةً في الأَرؤُسِ

حَربٌ يَكونُ وَقودَها أَبناؤُها … لَقِحَت عَلى عُقرٍ وَلَمّا تَنفِسِ

مِن هارِبٍ رَكِبَ النَجاءَ وَمُقعَصٍ … جَثَمَت مَنِيَّتُهُ عَلى المُتَنَفَّسِ

غَصَبَتهُ أَطرافُ الأَسِنَّةِ نَفسَهُ … فَثَوى فَريسَةَ وُلَّغٍ أَو نُهَّسِ

إِن كُنتِ نازِلَةَ اليَفاعِ فَجَنِّبي … دارَ الرَبابِ وَخَزرَجي أَو أَوسي

وَتَجَنَّبي الخُفراءَ إِنَّ سُيوفَهُم … حُدُثٌ وَإِنَّ قَناتَهُم لَم تَضرَسِ

رَفَعَت بَنو النَجّارِ بَيتي فيهِمُ … ثُمَّ اِنتَمَيتُ فَأَفسَحوا في المَجلِسِ

هَل طَيِّئُ الأَجبالِ شاكِرَةُ اِمرِئٍ … ذادَ القَوافي عَن حِماها الأَقعَسِ

أَحمي أَبا نَفَرٍ عِظامَ حَفيرَةٍ … دَرَسَت وَباقي عِزِّها لَم يَدرُسِ

كافَأتُ نِعمَتَها بِفَضلِ بَلائِها … ثُمَّ اِنفَرَدتُ بِمَنصِبٍ لَم يُدنَسِ

وَإِذا اِفتَخَرتُ عَدَدتُ سَعيَ مَآثِرٍ … قَصَرَت عَلى الإِغضاءِ طَرَفَ الأَشوَسِ

فَاِعقِل لِسانَكَ عَن شَتائِمَ عِرضِنا … لا يَعلَقَنَّكَ خادِرٌ مِن مَأنَسِ

أَخلَقتَ فَخرَكَ مِن أَبيكَ فَجِئتَني … بِأَبٍ جَديدٍ بَعدَ طولِ تَلَمُّسِ

أَخَذَت عَلَيهِ المُحكَماتُ طَريقَها … فَغَدا يُناقِضُ أَعظُماً في أَرمُسِ