يَا ميُّ أَبْطَأ حَمْدي
يَا ميُّ أَبْطَأ حَمْدي ... وَلمْ يَكنْ عَنْ عَمْدِ
أَظْفَرْتِنِي بِهَدِيهْ ... مِنْ كَفِّكِ الوَردِيهْ
ذَاكَ الكِتَابُ الثَّمِينُ ... فِيهِ البَلاَغُ المُبِينُ
تَرْجَمْتِهِ وَقَلِيلُ ... فِي التَّرْجَماتِ الجَمِيلْ
أَلنَّقْلُ غَيرُ الحَقِيقَهْ ... وَمَا أَتَى بِالسَّلِيقَهْ
وَإِنَّ أَقْوَى بَيَانِ ... عِنْدَ اخْتِلاَفِ اللِّسَانِ
ذاكَ اخْتِبَارِي وَلكِن ... أَكَادُ وَالبَالُ آمِنْ
فَقَدْ أَجَدْتِ لَعَمْرِي ... تقْرِيبَ أَبْعدِ فِكْرِ
وَزِدْتِ يَا مَيُّ فضْلاً ... فَأَصْبَحَ السِّفْرُ أَعْلى
قَدَّمْتِهِ بِمَقَالِ ... أَعَزَّهُ فِي الَّلآلِي
حُلْوٌ كَخَمْرِ القُسوسِ ... صَفْوٌ كَدَمْعِ العَروسِ
أَخالنَا النَّثْرَ شِعْرا ... لِلهِ دَرُّكِ دَرَّاً
أَبْلِي الزَّمَانَ وَأَحْيِي ... وَاسْتَنْزِلي نُورَ وَحْيِي
وليَغْدُ عَصْرُكِ عصْرَاً ... لِلنَّابِهَاتِ وَفَجْرَا
بِفَضْلِ عقلٍ مُنِيرِ ... وَعَوْنِ قَلْبٍ كَبِيرِ
وَالقَلْبُ إِنْ هوَ جَلاًّ ... مَا زَالَ فِي كلِّ جُلَّى
سِرَّاهُمَا التَقَيَا فِي ... نَظْمٍ بِغَيْرِ قَوَافِي
لِلهِ تَنْزِيلُ حُسْنِ ... مِزَاجُ ظَرْفٍ وَحُزْنِ
بِهِ افْتَتَحْتِ الكِتَابَا ... وَصُغْتِ دُرّأً عُجَابَا
ذِكْرَى وَأَيَّةُ ذِكْرَى ... لِمَنْ تَولَّى فَقَرّاً
ذِكْرَى شَقِيقٍ رَثيْتِ ... فعَاشَ مَا كُلُّ مَيْتِ
كَمِ اسْتَعدْتِ سَنَاهُ ... فَرَاعَنَا أَنْ نَرَاهُ
وَكَمْ تَحِيَّةُ نُورِ ... إليْهِ فِي الدَّيْجُورِ
عَلاَمَ نوْحٌ وَشَجْوُ ... هَلْ لِلْفَرِيدَةِ صِنْوُ
لَهْفِي عَلَيْهِ هِلاَلاَ ... كَمْ قَبْلَهُ الدَّهْرُ غَالا
لَوْ لَمْ يُعَاجِلْ لَتَمَّا ... فِي مطْلَعِ النُّبْلِ نَجْمَا