يَا أَبَانَا أَتْحَفْتَنَا وَلَكَ الْفَضْلُ – خليل مطران
يَا أَبَانَا أَتْحَفْتَنَا وَلَكَ الْفَضْلُ … بِمَجْمْوعَةٍ مِنَ الأَسْفارِ
فِي الْمَسيحِ الْمَلِيكِ رَبِّ الْبَرَايَا … مَنْبَعُ الْحُبِّ مَصْدرُ الأَنْوَارِ
فِي عَرُوسِ الْمَسيحِ أَوْفى الْوَفِياتِ … ذِمَاماً لأَظْهَرِ الأطْهَارِ
فِي الْوَصَايَا الْعَشرِ التِي اسْتكمَلَتْ … فِي الشرْعِ لِلنَّاسِ حَاجَة الأدْهَارِ
فِي حَيَاةٍ لِلروحِ تُخَلِّصُهَا مِن … مُوبِقَاتِ الأَهْوَاءِ وَالأَوْضارِ
يَا أَبَانا جُزِيتَ خيْراً بِمَا حَاضَرْتَ … فِيهِ مِنَ الْبحوثِ الكِبَارِ
وَبِمَا قدْ كَشَفْتَ لِلنَّاسِ عَنْهُ … مِنْ خَبَايَا الأَعْمَاقِ وَالأَغْوَارِ
وَبِمَا قَدْ بَذَلْتَ مِنْ صَادِقِ النُّصْحِ … لأَهْلِ الْحُلُومِ وَالأَبْصَارِ
إِنَّمَا التَّوْبَةُ الْوَسيلَةُ للإِصْلاَحِ … فِي كُلِّ تَائِبٍ لاِ يُمَارِي
وَالصَّلاَةُ الْمَعَاذُ مِنْ كُلِّ سُوءِ … وَالْمَلاَذُ الْوَاقِي مِنَ الأَخْطَارِ
يَبْلَغُ الْمَرْءُ بِالصَّلاَةِ وَبِالتَّوبَةِ … أَسْنَى مَرَاتِبَ الأَبْرَارِ
وَإِلى اللّهِ بِالهِدَايَةِ يَرْقَى … مِنْ حَضِيضِ الْجَهْلِ البَعِيدِ الْقَرَار
حِكَمٌ صِغْتَهَا بِدُرٍّ مِنْ اللَّفْظِ … مُنِيرٍ كَسَاطِعَاتِ الدَّرَارِي
فَالْمَبَانِي إِلى السَّمَاءِ مَراَقٍ … وَالمَعَانِي فَيَّاضَةٌ كَالبِحَارِ
وَكَأَنَّ الإِلْهَامَ يَهْبِطُ مِنْ … عُلُوٍّ بِقُدْسِيَّةٍ مِنْ الأَفْكَارِ
ذَاكَ وَحْيُ الإِيمان أَبْرَزْتَ فِيهِ … جَوْدَ فَادِي الْوَرَى وَمَجْدَ الْبَارِي
الكَرِيمُ الْمُثيِبُ مَنْ يَتَّقِيهِ … والْحَلِيمُ الغَفُورُ لِلأَوْزارِ
يَا أَبَانَا الَّذِي اسْتَجَابَ لِدَاعِي … خِدْمَةِ اللّهِ لاَ لِدَاعِي الفَخَارِ
وَحَبَا شَعْبَهُ بِأَحْسَنِ مَا … يَرْقَبُهُ مِنْ رُعَاتِهِ الأَخْيَارِ
بَارَكَ اللّهُ فِي صَنِيعٍ سَيَبْقَى … أَبَدَ الدَّهْرِ خَالِدَ التَّذْكَارِ