يهين رجال في الحياة نفوسهم – أحمد محرم
يهين رجال في الحياة نفوسهم … وأطلب أن أحيا مهيباً مكرما
ويضرب قومٌ في البلاد لعلهم … يصيبون مالاً أو ينالون مغنما
وأرمي بنفسي في مآزق جمة ٍ … أغيث أولى البلوى وأشفي ذوي العمى
إذا ما رأوني طالعاً من ثنية ٍ … تنادوا هلموا قد أصبنا محرما
وجاءوا سراعاً ينفضون شكاتهم … إلي ويبدون الحديث المكتما
لكلٍ من المكروه داءٌ يمضه … وشجوٌ يريه العيش أغبر أقتما
فما يذكر الأبناء إلا بكى لها … ولا يبعث الأنفاس إلا تألما
حملت من الأعباء ما لو نفضته … على جبلٍ سامي الذرى لتهدما
همومٌ وآلامٌ وحاجات أمة ٍ … تهم ويأبى الظلم أن تتقدما
تكنفها قومٌ ظماء وجوعٌ … فما وجدوا إلا شراباً ومطعما
وما يجشع الأقوام إلا تزودوا … طعاماً وبيلاً أو شراباً مسمما
فما ننس من سوءٍ ذكرنا حكومة ً … أقامت على مصرٍ من الظلم قيما
نئن ويأبى القوم أن نتكلما … وما يملك الصمت اللسان ولا الفما
رأوا حمم الأفواه يرمي بها الأسى … فصاغوا لها سداً من النار محكما
على كل سطرٍ مالكٌ من قضاتهم … يعد لنا في كل حرفٍ جهنما
إذا استصرخ المكروب منا مؤملاً … أكب يدير الرأي ثمت هوما
ظللنا جموداً ما نثور لمؤلمٍ … ولا ندفع المغتال أن يتهجما
عيونٌ وأرصادٌ على غير حاجة ٍ … ومن شيمة المرتاب أن يتوهما
إذا دلف الأعمى تلفت حوله … يظن فضول الثوب كفا ومعصما
أكل وفي يزعمون مشاغباً … وكل أبي يحسب القوم مجرما
لقد هم راعي السوء أن يتحكما … فصادف قوماً غافلين ونوما
رويداً بني التاميز إن وراءكم … من الهول يوماً يقذف النار والدما
رميتم بني مصر بسهمٍ من الأذى … فظنوا برامٍ يملأ الدهر أسهما
مخوف الوغى يرمي بطوفان بأسه … فتمسي شعوب الأرض غرقى وعوما
إذا ما بنو عثمان هزوا سيوفهم … فقل لبني التاميز هزوا المقطما
يعدونه سيفاً على الدهر مصلتاً … وجيشاً يهز الخافقين عرمرما
إذا ضاق عنهم بأسهم جاش بأسه … وإن أحجموا في حومة الحرب أقدما
كأني به أمسى هباءً مبدداً … وأمست مواليه حديثاً مرجما