وَيَا سَنَةً لَقِينَاها – خليل مطران
وَيَا سَنَةً لَقِينَاها … بِمِلْء صُدُورِنا بِشْرَا
أَزِيلِي آيَةَ الْبُؤْسَى … وَهَاتِي آيَةَ البُشْرَى
إِلَيْكِ بِمَا أَلَمَّ بِنَا … وَأَجْرَى الأَدْمُعَ الحُمْرَا
لِتصْفُوِ بَعْدَ كدْرَتِهَا … دُمُوعُ المُقْلَةِ الشَّكْرَى
كصَفْوِ النَّفْسِ بَعْدَ الخطْبِ … أَعْقَبَ حُزْنُهَا الذِّكْرى
أُعِيدي السُّبْلَ سَاقِيَةً … تفِيضُ الخَيْرَ وَالبِرَّا
نَحِن حَنِينَ وَالِدَةٍ … إِذَا مَا أَرْضَعَتْ قَطْرَا
وَتَلْبَثُ كلُّ بَاسِقَةٍ … بِفيْيءِ ظِلهَا قَصْرَا
عَلَى هَذَا الرجَاءِ حَلاَ … لَنَا توْدِيعُ مَا مَرَّا
وَسَلَّمْنا عَلَى الآتِي … بِمَا يَسْتَأْسِرُ الحُرَّا
أَقَمْنَا مِهْرَجَانَ دُجىً … يُحَالِفُ ذِكْرُهُ الدَّهْرَا
لِنَلْقَى عَامَنَا سَمْحاً … طَلِيقَ الْبِشْرِ مُفْتَرَّا
جَلَوْنَا لَيْلَة حُسْنَا … بِنُورِ الزِّينَةِ الكُبْرَى
وَردْنَا صَفْوَهُ صَفْواً … وَزَدْنا زهْرَهُ زَهْرَا
وَأَرْقَصْنَا الغصُونَ لَهُ … وَأَنْشدْنَا لَهُ الشِّعْرَا
لَعَلَّ مَسَرَّةً مِنْهُ … تُعِيضُ مِنَ الَّذِي ضَرَّا
إِذا مَا سَاءَتِ الأُولَى … عَسَى أَنْ تُحْسنَ الأُخْرَى