هل ليم نضو صبابة ٍ فأفاقا – أحمد محرم

هل ليم نضو صبابة ٍ فأفاقا … أم سيم صبراً في الهوى فأطاقا

ما أتعب اللوام إن ملك الهوى … رق القلوب وطوق الأعناقا

حشدوا الملاوم وانبرى بلوائه … يزجي العهود ويحشد الأشواقا

أولى الفوارس باللواء مجاهدٌ … يردي الوشاة وينصر العشاقا

عرف الهوى حرباً فكر مغامراً … فيه وراح مبادراً سباقا

منع الذمار منازلاً وأحبة ً … وحمى الحقيقة جيرة ً ورفاقا

طف بالحماة فهل ترى ذا نجدة ٍ … إلا بحيث ترى الدم المهراقا

والمجد يعرفه بطيب مذاقه … من يستطيب الموت فيه مذاقا

وأرى العلى تأبى على خطابها … حتى تكون لها النفوس صداقا

ليس الذي أخذ الحياة بحقها … مثل الذي أخذ الحياة نفاقا

يزجي التصنع والرياء بضاعة ً … تغري التجار وتزدهي الأسواقا

حتى إذا وضح اليقين تسللوا … عصباً تروع العاصفات إباقا

إن الغواية للرجال تجارة ٌ … تلد البوار وتورث الإخفاقا

ولقد رأيت فما رأيت كمدعٍ … يرجو بأحرار الرجال لحاقا

ينسى أباه ولو يطاوعه الثرى … لسعى إلى ساداته مشتاقا

يأتي ويذهب في ظلال قصورهم … لا يشتكي عنتاً ولا إرهاقا

ليسوا كمن ملك النفوس فسامها … سوء العذاب وغالها استرقاقا

هز الجناح يريد دارة قشعمٍ … ملك الجواء وظلل الآفاقا

تدع النسور له بعيد مطارها … وتحيد عن هبواته إشفاقا

الله بارك في البناة فزادهم … مجداً وزاد جلالهم إشراقا

من كل مقدامٍ يقيم لجيله … شرفاً يمد على النجوم رواقا

ولرب مغلول العزيمة يشتكي … في كل عضوٍ ربقة ً ووثاقا

لا يستطيع سوى المقال ولا يرى … أحدٌ بما يهذي به مصداقا

أسدى وشيد ما استطاع وإنما … أسدى المداد وشيد الأوراقا

في كل حرفٍ مسجدٌ أو ملجأٌ … يعي الدهاة ويعجز الحذاقا

لو شاء للسبع الطباق زيادة ً … لأقام عشراً فوقهن طباقا

ليس الألى حملوا النفوس كريمة ً … مثل الألى حملوا الوجوه صفاقا

ود البلاد لمن يقوم بحقها … ولمن يقيم لقومه الأخلاقا