نحن بالخدمة – أحمد مطر

قَلْ جاءَنا الطُّغيانُ بالصُّدفَةِ مِنْ غَيمَهْ

وقَلْ معَ الأمطارِ

جاءتْ بِذرةُ الطُّغـمَةْ

قُلها

ودعني بَعدها أسألكَ بالذِّمةْ

لو لمْ يُساعِدهُ الثَّرى والشَّمسُ والنَّسمَةْ

كيفَ نَما الطُّغيانُ ؟

كيفَ التَهَمَتْ قَلبَ الثَّرى

أنيابهُ الضَّخْمَةْ

وكيفَ تحتَ ظِلهِ

ماتَ الهَوا مُختَنِقَا

منْ شِدَّةِ الزَّحمَةْ

واحتاجتِ الشمسُ لضوءِ شَمعة

يُؤنِسُها في حالِكِ الظُّلمَةْ ؟

هلْ غابةُ العَذابِ هذي كُلُّها

طالِعةٌ مِنْ تربَةِ الرَّحمَةْ ؟

هلْ في الدُّنا قِمامةٌ

يكونُ أدنى سَفْحِها أنقى مِنَ القِمَّةْ

لا يَستَطيعُ واحِدٌ

حُكمَ الملاينِ إذا لمْ يَقبلوا حُكْمَهْ

ويستطيعُ عِندما

يكونُ في خِدمَتِهِ جيشٌ وجَنْد رمَةْ

ونحنُ بالخِدمَةْ

قِبْلَتُنَا مَعْدَتُنا وَرَبُّنا اللُّقْمةْ

أودُّ أنْ أدعو على الطُّغيانِ بالنِّقْمَةْ

لكنني

أخافُ أنْ يَقْبَلَ ربِّي دعْوَتي

فَتهلِكَ الأمَّةْ