من يمنع الليث أن يعتز أو يثبا – أحمد محرم
من يمنع الليث أن يعتز أو يثبا … ما قيمة السيف إن جردته فنبا
من يمسك العرش إن هزت دعائمه … هوج العظائم والأهوال فانقلبا
من يحفظ التاج إن ألوى به قدرٌ … يرمي به صعداً في الجو أو صببا
من يحرس الملك إن همت بحوزته … سوالب الملك الجبار ما سلبا
يا آل عثمان من تركٍ ومن عربٍ … وأي شعبٍ يساوي الترك والعربا
سوسوا الخلافة بالشورى ولا تدعوا … لفتنة ٍ في نواحي الملك مضطربا
والملك إن رفع الدستور حائطه … فغاية العجز ألا يبلغ الشهبا
إن الذي كان من عدلٍ ومن شططٍ … أمسى توارى وراء الدهر واحتجبا
لا تذكروا ما مضى من أمركم ودعوا … ما جر بالأمس حكم الفرد أو جلبا
لا تكتموا الحق وارضوا عن خليفتكم … واقضوا له من حقوق البر ما وجبا
لولا مواضيه والأهوال محدقة ٌ … بالملك أصبح في أيدي العدى سلبا
تألبوا يحسبون الليث قد وهنت … منه القوى فرأوها قوة ً عجبا
لا يملكون لها رداً إذا انبعثت … ولا يطيقون إلا الموت والهربا
صونوا الهلال وزيدوا مجده علماً … لا مجد من بعده إن ضاع أو ذهبا
أعزه الفاتح الغازي وأورثه … بأساً يرد على أعقابها النوبا
أبو الخلائف ذو النورين مورثنا … ملك الهلال وهذا المجد والحسبا
نوم القواضب في أغمادها سفهٌ … وإنما يحذر الرئبال إن وثبا
يا تاج عثمان إن اليوم موعدنا … فجدد العهد والق الحب والرغبا
لو ضاع عهدك أو حام الرجاء بنا … على سواك لقينا الحين والعطبا
لكن ألذ عهود القوم أحدثها … وأصدق الحب حبٌ يصدع الريبا
طال المدى وتمشت بيننا تهمٌ … لولا الهوى لم تدع قربى ولا نسبا
اليوم ننسخ ما قال الوشاة لنا … ونترك الظن إن صدقاً وإن كذبا
من البواسل هز الأرض ما صنعوا … وغادر الفلك الدوار مرتعبا
تألبوا كأسود الغاب وانطلقوا … تدمى القواضب في أيمانهم غضبا
هبوا سراعاً وشبوها مؤججة ً … يزيدها بأسهم في يلدزٍ لهبا
هم أحكموا الرأي والتدبير واتخذوا … لكل ما اعتزموا من مطلبٍ سببا
صانوا الدماء فلولا الله لا نبجست … تعلو اليفاع وتروي القاع والكثبا
حي الغطارفة الأبرار محتفلاً … وردد الحمد مختاراً ومنتخبا
وناج واضحة اللبات حاسرة ً … عن مشرقاتٍ ترد البدر منتقبا
الناهضات إلى الأبطال هاتفة ً … والطائفات على آثارهم عصبا
محجباتٌ دعاها المجد فابتدرت … وللجلال حجابٌ فوقها ضربا
بنات قومي ما يغفلن مفخرة ً … ولا يدعن سبيل الحمد مجتنبا
المنجبات حماة الملك يندبهم … للنائبات فيلقى النصر منتدبا
بشرى المشارق إن البعث مدركها … وبارك الله في النعمى التي وهبا