من يسعد الأوطان غير بنيها – أحمد محرم

من يسعد الأوطان غير بنيها … وينيلها الآمال غير ذويها

ليس الكريم بمن يرى أوطانه … نهب العوادي ثم لا يحميها

ترجو بنجدته انقضاء شقائها … وهو الذي بقعوده يشقيها

وتود جاهدة ً به دفع الأذى … عن نفسها وهو الذي يؤذيها

سبل المكارم للكرام قويمة ٌ … فعلام يخطئها الذي يبغيها

ما أكثر المتفاخرين وإنما … فخر الكرام بما حبت أيديها

يحوي الكريم المال لا يبغي به … شيئاً سوى أكرومة ٍ يحويها

والجود يحمد حيث كان وخيره … ما نال أوطان الفتى وبنيها

ولقلما أرضى امرؤٌ أوطانه … حتى تراه بنفسه يفديها

يا آل مصر وما يؤدي حقها … إلا فتى ً يكفي الذي يعنيها

أيضن منكم بالمعونة موسرٌ … يلهو ويمرح كل آنٍ فيها

هي أمكم لا كان من أبنائها … من لا يواسيها ولا يرضيها

وهبتكم الخير الجزيل فهل فتى ً … منكم بحسن صنيعها يجزيها

سعدت لعمري بالصنائع حقبة ً … ولت على عجلٍ فمن يثنيها

لو يسمع الموتى الهمود مقالتي … أسدوا إلى الأوطان ما يغنيها

دار الصنائع خير دارٍ تبتنى … فالله يجزي الخير من يبنيها