من لي بأجنحة العواصف مركبا – أحمد محرم
من لي بأجنحة العواصف مركبا … وأرى مطايا الهم أبعد مطلبا
يا برق حي على السحاب منازلاً … تسقي حيا البين الرفاق الغيبا
أنت الرسالة والرسول فكن لهم … منا على النأي الكتاب المذهبا
ألفوا الوجوم وللجوانح ضجة ٌ … سمع السماك هزيمها فتهيبا
هل يذكرون لمصر واجب حقها … أم يحفظون لها الذمام الأقريا
ويرون غمرتها وموقف أهلها … يتنازعون سبيلهم والمذهبا
تجري الأمور بها على أهوائهم … كل يرى رأياً ويطلب مأربا
أأرى بلاداً تستقل وأمة ً … تأبى الحماية أم أشاهد ملعبا
لولا الحفاظ لراح كل مجاهدٍ … يلقي السلاح ويستبيح المهربا
لا عذب الله الكنانة إنها … لتغادر الحر الكريم معذبا
ليس الذي جعل الوفاء جزاءها … كمن استهان بعهدها فتقلبا
إن الذي وهب النفوس خلالها … جعل الوفاء إلى الكرام محبباً
للحق جندٌ إن مشى بلوائه … غلب الأعز من الجنود الأغلبا
ليت الألى شهدوا الكريهة حدثوا … أي القواضب كان أصدق مضربا
حجبوا المقاتل بالدروع حصينة ً … والحتف يهتك حاسراً ومحجبا
عصف الهوى بالجامحين وربما … صدع العماية من أهاب وثوبا
ما عذر من ترك المنار وراءه … ومضى يخوض من الضلالة غيهبا
الله في وطنٍ يظل مصابه … يشكو الحوادث والزمان القلبا
لا تنكبوها بالحماية أمة ً … يقضي على أعقابكم أن تنكبا
ما للحلوم ذهبن أبعد مذهبٍ … أعلقن من عنقاء مغرب مخلبا