like-empty

كلمات

klmat.com

sun

مللنا وما مل العدو المغاضب


مللنا وما مل العدو المغاضب ... ولنا وما لان الزمان المشاغب
يعاجلنا ما لا نريد من الأذى ... ويبطئ من آمالنا ما نراقب
حملنا قلوباً يعصف الدهر حولها ... وتهفو بها أحداثه والنوائب
نريد سبيل الأمن والأرض كلها ... مشارقها مذعورة ٌ والمغارب
تثور شعور العالمين وينطوي ... على الذل شعبٌ في السكينة راغب
رمينا بأقوامٍ مراضٍ قلوبهم ... يسوموننا ما لا يسام المحارب
فلا الدم ممنوعٌ ولا العرض سالمٌ ... ولا العسف محظورٌ ولا الرفق واجب
يقاد إلى الهيجاء من لا يريدها ... فيمشي إليها وهو طيان ساغب
أطاع العدى لا أنه خان قومه ... ولكنما ضاقت عليه المذاهب
همو سلبوه المال والآل واحتووا ... من الحب والأنعام ما هو كاسب
فأصبح لا يدري أفي الأرض مذهبٌ ... أم انطبقت أطرافها والمناكب
تطوع يلقى الموت لا من شجاعة ٍ ... ولكنه من خيفة الموت هارب
رماه من الجوع المبرح مقنبٌ ... تدين له الهيجا وتعنو المقانب
إذا كر لاقته الأسنة خضعاً ... وجاءته في زي العصي القواضب
وإن بلاداً سامها الضيم أهلها ... لأجدر أن يقضي عليها الأجانب
يصيبون منها كل يومٍ فريسة ً ... تمزقها أنيابهم والمخالب
أسودٌ على المستضعفين ثعالبٌ ... تروغ إذا هب القوي الموائب
سئمنا حياة الذل والذل مركبٌ ... يساير فيه الموت من هو راكب
نريد فيأبى الظالمون ونشتكي ... فيحجبنا منهم عن العدل حاجب
دهانا من الأقوام ما لو دها الصفا ... لفاضت دماً عن جانبيه المذانب
ولو أن بالشم الشوامخ ما بنا ... لما ثبتت منها الذرى والجوانب
أما تحسن الأيام صنعاً بأمة ٍ ... أساءت بها الصنع الليالي الذواهب
صبرنا وهذا منتهى الصبر كله ... فأين أمانينا وأين المآرب
فلا مجد للأوطان حتى يزورها ... كتائب تزجيها لقومي كتائب
إيهٍ بني مصر جاز الأمر غايته ... وذاع سر الليالي بعد كتمان
دعوا اللجاج وسدوا كل منفرجٍ ... وأجمعوا الرأي من شيبٍ وشبان
هل تحملون لمصرٍ في جوانحكم ... إلا براكين أحقادٍ وأضغان
يطغى السباب حواليها ليطفئها ... وما يزيد لظاها غير طغيان
يا قومنا هل رأيتم قبل محنتكم ... من قام يطفئ نيراناً بنيران
من لي بكل حثيث المد مطردٍ ... وكل مندفق الشؤبوب هتان
لو عظموا حرمات النيل ما اضطرمت ... أحقاد قلبٍ بماء النيل ريان
لا مطلب اليوم إلا الحق نكبره ... عن أن يهون وأن يرمى بنقصان
قالوا خذوه نجوماً فهو مدخرٌ ... في مخلب الليث يحميه لإبان
الله أكبر جد اللاعبون بنا ... وأعمل الذم فينا كل طعان
أما يرون بوادينا سوى نعمٍ ... ولا يصيبون منا غير قطعان
سيكشف الجد عنهم كل غاشية ٍ ... ويوقظ الحق منهم كل وسنان
ضموا القلوب شباب النيل واعتزموا ... لا يشمتن بكم ذو البغضة الشاني
ظن الظنون بكم من ليس يعرفكم ... والأمر ذو صورٍ شتى وألوان
أين العقول بنور الله مشرقة ً ... أين الذخائر من علمٍ وعرفان
أين الضمائر والأخلاق طاهرة ً ... أين المواقف تشفي كل حران
مصر الفتية إن هاجت حميتكم ... كنتم لها خير أنصارٍ وأعوان
الهادمون كثيرٌ بين أظهركم ... شدوا البناء وصونوا حرمة الباني
أما تسيل نفوسٌ ريع جانبها ... على جوانب تبكيه وأركان
مد اليمين إليكم يستغيث بكم ... هبوا سراعاً ومدوه بأيمان
أإن طوى العيش آثرتم لأنفسكم ... ما آثر اليوم من قبرٍ وأكفان
أعيذكم من وفاءٍ راح ينكره ... ما في الجوانح من صبرٍ وسلوان
خذوا السبيل إلى العلياء واستبقوا ... للمجد في كل مستن وميدان
أدعوة الحق أولى أن يصاخ لها ... أم دعوة ٌ خرجت من جوف شيطان
اليوم آذن بالآيات مرسلها ... ماذا ترجون منه بعد إيذان
إن تعلق اليوم بالأعناق بيعته ... يعلق بكل وريدٍ ناب ثعبان
لو كنت حاشاي ممن راح يحملها ... طارت بها الريح فوضى منذ أزمان
ترب الإساءة لم يحمل لأمته ... غير العقوق ولم يهمم بإحسان
جم الأراجيح للأقوام ينصبها ... يظن أحلامهم أحلام صبيان
من يغلب الله أو يرمي خلائفه ... في العالمين بكيدٍ أو بخذلان
الرافعين لواء الحق مذ عرفوا ... من كل راضٍ لوجه الله غضبان
المانعين حمى مصرٍ إذا فزعت ... واستصرخت من بنيها كل غيران
من كل متلف مالٍ غير ذي أسفٍ ... وكل باذل نفسٍ غير منان
عزت بهم أمة ٌ عزت بما ملكت ... في قوة الحق من عزٍ وسلطان
نأبى المناصب إلا في جوانحها ... ينصها كل ذي لبٍ ووجدان
ونزدري المال إلا أن تفيض به ... دقات قلبٍ بنجوى الحب رنان
قياصر الحق نستولي على سررٍ ... من الجلال ونستعلي بتيجان
لا نبتغي غير دنيا الأنبياء ولا ... نرضى سوى الله من ربٍ لنا ثان
لنا على كل قومٍ يوزنون بنا ... ملء الموازين من فضلٍ ورجحان
لم يؤثر الخطة المثلى طواعية ً ... لله من راح يرمينا بعصيان
ردوا المغير حماة الحي واحترسوا ... إن السراحين تخشى كل يقظان
ولك ضيعة غالٍ حادثٌ جللٌ ... ولا كضيعة أقوامٍ وأوطان
جدوا إلى الغاية القصوى ولا تهنوا ... إن الرجال أولو جدٍ وإمعان
دعوا المضاجع إن الرابضين لكم ... ملء المراصد من إنسٍ وجنان
لا يسكنون إذا نفس امرئٍ سكنت ... ولا يمر الكرى منهم بأجفان
إن يبصروا غرة ً لا يجدلكم فزعٌ ... هل يرجع الأمر أعيا بعد إمكان
الله من حولكم يحمي جوانبكم ... فجاهدوا لا تخافوا كيد إنسان
like-empty