مرثية فارس سابق – غازي القصيبي
عجباً كيف اتخذناكَ صديقاً ؟ … وحَسبناك أخاً بَراً شقيقا ؟
وأخذناك إلى أضلاعنا … وسَقيناك مِن الحُبِّ رحِيقا
واقتسمنا كِسْرةَ الخُبز معاً … وكتبنا بالدِّما عهداً وثيقا
وزرعناكَ على أجفانِنا … ونشرنا فوقكَ الهُدْبَ الورِيقا
وزَعَمْنَاك ولم تَبْرقْ سناً … وكسوناك ولم تلمع برِيقا
سَيفنا كنت تأملْ سيفنا … كيف أهدى قلبنا الجُرح العميقا
دِرعنا كنت وهذا دِرعنا … حَربة في ظهرنا شبت حريقا
جيشنا كنتَ أجبْ يا جيشنا … كيفَ ضَيَّعْتَ إلى القدس الطريقا ؟
ذلك العملاق ما أبشعه … في الدُّجى .. يغتال عُصفوراً رقيقا
مُسِخَ الفارسُ لصاً قاتلاً … مُسِخَ الفارسُ كَذَّاباً صَفِيقا
رحمةُ الله عليهِ إنهُ … مات .. هلْ عاشَ الذي خانَ الرَّفيقا ؟