لِعَيْنَيْكِ مِنْ جَارَةٍ جَائِرَهْ – خليل مطران

لِعَيْنَيْكِ مِنْ جَارَةٍ جَائِرَهْ … شَقائِي وَآمَالِي العَاثِرَهْ

أَتَنْأَيْنَ عَنِّي وَتَجْفِيْنَنِي … لإِرْضَاءِ طَائِفَةٍ مَاكِرَهُ

بَرِئْنَا إِلي الحُبِّ لا ذَنْبَ لِي … وَلا لِحَبِيبَتِي الهَاجِرَهْ

وَلَكِنَّهُمْ عَلَّمُوهَا الجَفَا … ءَ وَخَطُّوا لَهَا خُطَّةَ القَاصِرَهْ

وَأَصْغُوا إِلَى قَوْلٍ وَاشٍ بِهَا … وَحَاشَ لَهَا أَنَّها وَازِرَهْ

أَذَاكَ الجَبِينُ وَبِلَّوْرُهُ … يُمَثِّلُ فِكْرَتَهَا الخَاطِرَهْ

أَتِلْكَ العُيُونُ وَأَنْوَارُهَا … مَراءٍ لأَخْلاقِها البَاهِرَهْ

أَتِلْكَ الشِّفَاهُ وَمَا قَبَّلَتْ … هَا سِوَى الأُمِّ وَاللِّدَةِ الزَّائِرَهْ

أَذَاكَ القَوَامُ وَمِنْ حُسْنِهِ … تَمِيلُ الغُصونُ لَهُ صَاغِرَهْ

أَتِلْكَ الطُّفُولَةُ وَهْيَ سِيا … جٌ لِرَوْضٍ بِهِ نَفْسُهَا طَائِرَهْ

أَذَاكَ العفَافُ وَمِما صَفَا … تَقَرُّ بِهِ المُقَلُ النَّاظِرَهْ

مَحاسِن بَغْيٍ وَأَخْلاقُ إِثْمٍ … وَزِينَةُ عَاطِلَةٍ فَاجِرَهْ

لَعَمْرِي إِنَّهُمُ اتَّهَمُو … كِ بِمَا فِي نُفُوسِهِمُ الخَاسِرَهْ

وَإِنَّ الَّذِي عَابَ مِنْكِ السُّفُو … رَ كَمَنْ قَالَ لِلشَّمْسِ يَا سَافِرَهْ

وَإِنِّي أَهْوَاكِ مِلْءَ عُيُو … نِي وَمِلْءَ حُشَاشَتِيَ الصَّابِرهْ

وَمِلْءَ الزَّمَانِ وَمِلْءَ المَكَا … نِ وَدُنْيَايَ أَجْمَعَ والاخِرَهْ

فَإِنْ يَسْتَمِلْكِ إِلَيَّ الهَوَى … وَعَيْنُ العفَافِ لَنَا خَافِرَهْ

أَلَيْسَ الهَوَى رُوحَ هَذَا الوُجُو … دِ كَمَا شَاءَتِ الحِكْمَةُ الفَاطِرَهْ

فَيجْتَمِعُ الجَوْهَرُ المُسْتَدَق … بِآخَرَ بَيْنَهُمَا آصِرَهْ

وَيَأْتَلِفُ الذَّرُّ وَهْوَ خَفِيٌّ … فَيَمْثلُ فِي الصُّوَرِ الظَّاهِرَهْ

وَيَحْتَضِن التُّرْبُ حَبَّ البِذَار … رِ فَيَرْجِعُهُ جَنَّةً زَاهِرَهْ

وَهَذِي النجُومُ أَلَيْسَتْ كَدرٍّ … طَوَافٍ عَلَى أَبْحُرٍ زَاخِرَهْ

عُقُودٌ مُنَثرَةٌ بِانْتِظَا … مٍ عَلَى نَفْسِهَا أَبَداً دَائِرَهْ

يُقَيِّدُهَا الحُبُّ بَعْضاً وَكُ … لٌّ إِلَى صِنْوِهَا صَائِرَهْ

فَيَا هِنْدُ مُنَى مُهْجَتِي … ونَاهِية القَلْبِ والآمِرَهْ

إِلَيْكِ أَمِيلُ وَإِيَّاكِ أَبْغِي … بِعَاطِفَةٍ فِي الهَوى قَاهِرَهْ

وَمَا ثُمَّ عَيبٌ نُعَابُ بِهِ … مَعاذٌ صَبَابَتِنَا الطَّاهِرَهْ