لقد راقني في الليل دمع الغمائم – أحمد فارس الشدياق

لقد راقني في الليل دمع الغمائم … كما شاقني في الصبح سجع الحمائم

فمن اجل هذا ادمعي في تحدر … ونحبي راق من غرام ملازمي

فيا ايها البين المشتت شملنا … رويدك اني في حمى ابن الاكارم

محمد توفيق وزير مكرم … له خلق ما شانه ذأم ذائم

متى برقت منه اسرة نبله … تيقنت ان الشبل نجل الضبارم

لئن نظرت عيناك في السن مثله … فما رأتا في مجده من مزاحم

حباه مليك العصر ارفع رتبة … واسمى له شانا باسنى العلائم

فصار مشيرا وهو بعد مراهق … ولكنه في الحزم شيخ لحازم

وهذه سن البدر عند تمامه … ولكن في البدرين فرقا لعاجم

فبدر المعالي حسنه غير حائل … وبدر الليالي حسنه غير دائم

ولله اسرار فكم من فتى له … دراية شخ بالمسائل عالم

وكان اياس يوم ان ولى القضا … صغيرا وعند الصل افقه حاكم

وكاين ترى من شهرب وهو جاهل … فليس الحجا في السن اوفى العمائم

لقد آثر الله العليم اميرنا … باطهر اخلاق وزكى عزائم

ستنظر منه مصر ملكا سميذعا … يبؤوها في العز اعلى المعالم

ويبقى لها ما سنه من مفاخر … ابوه بها او من مساع كريم

وهذا الذي يبنى لتذكار آله … نجوم الهدى بيتا قوى الدعائم

تتيه المعالي كلما حمد اسمه … وتفتر من ذكراه عن ثغر باسم

لان مناها ان يزيد نموه … نماء بها يؤتى جنى المغانم

ارى الدهر وافانا بكل رغيبة … وقد طالما عاصت اماني حالم

فهل هو الاخير خدن مسالم … وهل من لحاه غير عاد مخاصم

رأينا به نجل العزيز مقلدا … مشيرية عظمى طلاب الاعاظم

اتت نحوه نسعى وكل فتى لها … يطوف ويسعى حائما حوم هائم

فحلت بصدر منه مثل فنائه … رحيب وقدر جل عن لوم لائم

وفي ذلك الصدر الشريف تنوعت … فنون لغات العرب ثم الاعاجم

وفي ذلك الوجه الجميل اسرة … على النبل تغنى عن لسان التراجم

شمائله في كل حي ومنتدى … فؤول المنادى او شمول المنادم

اذا نحن اثنينا عليه فانما … نزيل به الاشجان عن قلب واجم

ونحمل من يشكو الزمان على الرضى … بما قدر الرحمن رب العوالم

لنعم زمان قد ارانا محمدا … يوفق للتقوى وفعل المكارم

فلا زال ذا غنم بما هو قاصد … فيذكر في تاريخه قصد غانم

له الله ما احلى حلاه وشيمه … فهل بعد هذا من مزيد لرائم

له الله من شهم يسرك قوله … وافعاله اكرم بها من توائم

وما كل من يلهيك حسن حديثه … ومنظره يرضيك عند العظائم

ادام عليه الله نعمة جده … ووالده ما لاح برق لشائم

ودامت به عين العزيز قريرة … وبالاهل طرا في جميع المواسم

فيا سامع الداعين كن خير سامع … لنا عند امساك وافطار صائم