لقدْ ودَّعَتْ حُبّى وهام رقيبي – بشار بن برد

لقدْ ودَّعَتْ حُبّى وهام رقيبي … وأصْبَحَ وادي اللَّهْو غَيْرَ عَشِيب

تركْتُ لوجْه اللَّه فِزْراً فقُلْ لهُ: … عَتَقْتَ ولكنْ كيْف أمُّ حبيب؟

وجنَّ فريخُ الزنج بل جنت استهُ … فأصبحتُ دلاقاً له بطبيب

شتمتُ فريخ الزنج عرضي خسارة ً … فإن كنت كعبياً وكنتَ حبيبي

لقدْ وقع الْكعْبيُّ ناراً بمِيْسَمٍ … على است أبيك العبدِ بعد شبيب

رأى ابْنُ خُليْقٍ طعْنتي في اسْت أمِّه … فراح يُغطِّيها وذمَّ قَضِيبِي

فقُلْتُ لهُ: قدْ فارقتْ وحَمدْتُها … فلا تشتمني باستِ أمك حوبي

رويد ابن زنجي العشيرة إنما … دعاك إلى شتمي خيانة ُ حيب

فخرْتَ برأسٍ منْ أبيك مُفَلْفَلٍ … علينا وبرصاءِ العجان لعوب

فَيَا عَجَباً منْ باهليٍّ يسُبُّني … مطيَّة ِ كِنْديرٍ قَرًى وأرِيبِ

لقدْ مَاتَ كنْديرٌ فأبْكاك موْتُهُ … فجعت بأيرٍ كالشواظ صليب

تسرقت شعري فاكتسبت به الغنى … وما كان لقَّاطُ النَّوى بكسُوبِ

ألا قل لعزاب البصيرة : أقبلوا … بحاجتكم من نازحٍ وقريب

بنات خليق ملجماتٌ معدة ٌ … إِذا الْقوْمُ راحُوا سُرِّجتْ لرُكُوب

لعمري لقد أعطيتَ عرساً مريبة ً … وقدْ يقْطعُ الْهمَّ الْفتى بمُريب

فأما فريخ الزنج حين عرفتها … صديقاً لزنْح الْقرْيتيْن ونُوب

أخذت لإخوان الصفاء من استها … نصيباً فخذ لي في استها بنصيب

سأعْطيك ما يُعْطى الْفتى منْ تِلاَده … بعضدٍ وإن كانت فضوح ذنوبي

بني خَلَقٍ يُخْزيكُمُ الْيوْم والدٌ … دعيٌّ أحمُّ اللون غيرُ نجيب

مواريثهُ معروفة ٌ في وجوهكم … مناخرُهُ والرَّأسُ غيْرُ كذُوب

تعزَّ لها يا بن الخيلق فإنها … مواريثُ زنجيٍّ جرت بعيوب

لحا الله أبناءَ الخليق فإنهم … خنازيرُ حشٍّ سُخِّرت لسروب