لاسماعيل خير القول يهدى – أحمد فارس الشدياق

لاسماعيل خير القول يهدى … اليه كل من قد ضل يهدى

مليك في المكارم فاق حدا … ونائل راحتيه فات عدا

أبو العرب الذين لسانهم ذا … فما لهما وربك من تحدي

توخوا بابه الاعلى فآبوا … وقد فازوا بما راموه قصدا

أفادهم اللآلي من صلات … باصداف المديح خلدن خلدا

وأوسعهم فواضل سابغات … عليهم أوجبت شكرا وحمدا

تخونهم القوافي إن أرادوا … مديح سواه ثم تتيه صدا

فلا يجدونها وان اشمعلوا … إلى نشدانها وخدا ووجدا

ابريني الورى أبا وجدا … واكرم من يسود ايا وجدا

فيوم النحر للاضياف اندى … ويوم الفخر بالأسلاف أمدى

إذا ما حل أرضا وهي مرت … تراها أنبتت عزا ومجدا

وان ذكر اسمه من صام شهرا … نشيت لفيه نسرينا ووردا

أجاد صنائع الأسداء جدا … وأدى كل أصناع فأجدى

تلافى مصر إذ لقيت خطوبا … وفي إسعادها لم يأل جهدا

أشاد معالم الإحسان فيها … وهد مباني العدوان هدا

ورد السوء عنها فاطمأنت … فخاب المفترى ان لن يردا

فأصبح بينهم ما شيدته … يداه وبين قفر الفقر سدا

يكاد رضيعهم يثنى عليه … بان لولاك ما مليت مهدا

ولما ان فداها من رداها … دعته انت فاديي المفدى

فلولا انت ما لبس ابن تربى … وذاق لعيشه بردا وبردا

ولولا انت لم يصبح خبيري … خبيرا بالتمدن مستعدا

وقدما سيم دغرا ثم غدرا … فامسى عيشه امنا ورغدا

وكان اذا يبيت يئن سهدا … فصار له سواد الليل رقدا

ولكن عودته يداك بذلا … فينفق ما يعد وما اعدا

ليهنى مصر ان لها اميرا … حليما عادلا شهما مجدا

تراه العين فردا والحجا من … مآثره العديدة لن يعدا

ألا يا من يرى في الخل ندا … له استغفر فانك جئت ادا

تشابهت القلى لكن منها … الوفا لا تعادل ويك فردا

لعمرك ليس من سهر الليالي … لمحمدة كذى ارق بسعدي

لعمرك ليس من نفع البرايا … كمن لذويه بالنفع استبدا

لعمرك ليس من أعطى فاقنى … كمن اعطى على كره فاكدى

تحر اللفظ ان تمدحه نقدا … تجده في لهاتك مرقندا

فخير الناس اجدرهم بمدح … متى ينشد ترمه النفس نشدا

أعاد العبد بالإنصاف حرا … ورد الحر بالالطاف عبدا

تعيد الليل طلعته صباحا … فكل نجومه يطلعن سعدا

فلو جحد البصير طلوع شمس … ابى لطلوع هذا البدر جحدا

يمينا ان هذا القول صدق … وعند الله ذاك تخذت عهدا

هو المولى الذي يولي العطايا … كوامل مثله قربا وبعدا

هو المرجو للاسلام يحمى … حقيقته ويمنع من تعدى

له بحرا جوار منشئات … وبرا جحفل كالبحر مدا

يصول على العدو بمرهفات … تقد الدرع والحجفات قدا

ولولا البغى من سفهاء قوم … اباعد لم يقم في مصر جندا

لان قطينها طرا يراهم … له جندا وقل ان شئت ولدا

ليوث في المعارك إن دعاهم … اميرهم لها لبوه حشدا

يرون طلائع الاعداء عصفا … فيبتدرونها قلعا وحصدا

عنت لهم عسير وهي تحكى … قبيل العسر طغيانا وقمدا

وقبلا لم يدع ماضي ابيه … وسطوة جده في الارض ضدا

فما حجز الحجاز لهم نفوذا … وقد فجعوا تهامة ثم نجدا

فهل منت ثعالبه النجاشي … بان ستبز بالروغان اسدا

اذا رام اشتهارا ذو خمول … فاول شهرة هي ان يحدا

لسيدنا العزيز نجيد مدحا … وتهنئة بعيد الفطر تهدى

لئن تك سافرت عنا وغابت … فمن انواره صبحا تبدى

كذلك كان مهديها خفيا … فحين رنا اليه بدا فجدا

فندعو الله ما عشنا وقلنا … بان يبقى لنا غوثا وصمدا

أدام الله دولته وابقى … معاليه لجيد الكون عقدا