كيف القرار ونار الحرب تستعر – أحمد محرم

كيف القرار ونار الحرب تستعر … والهول مضطرم البركان منفجر

ويح العيون أيغشاها النعاس وقد … شف الهلال عليها الحزن والسهر

يبيت يخفق من خوفٍ ومن حذرٍ … حران يرقب ما يأتي به القدر

ريح الحطيم فأمسى وهو منتفضٌ … وأقلقت يثرب الأحزان والذكر

ويح الحجيج إذا حانت مناسكهم … ماذا يرى طائفٌ منهم ومعتمر

أيطرب البيت أم تبكي جوانبه … حزناً ويعول فيه الركن والحجر

أين ابن عم رسول الله يطفئها … حرباً على كبدي من نارها شرر

أين اللواء وخيل الله يبعثها … عمرو ويصرخ في آثارها عمر

أين المقاديم من فهرٍ ومن مضرٍ … ومن قريشٍ وأين السادة الغرر

أين الملائكة الأبرار يقدمهم … جبريل يستبق الهيجا ويبتدر

أين المعامع ترفض النفوس بها … هلكى ويستن فيها النصر والظفر

أين الوقائع تهتز العروش لها … رعباً وتنتفض التيجان والسرر

أين القياصر مقهورين لا صلفٌ … ينأى بجانبهم عنا ولا صغر

أين الحماة وقد ضاعت محارمنا … أين الكفاة وأين الذادة الغير

أين النفوس ترامى غير هائبة ٍ … أين العزائم تمضي ما بها خور

أين الأكف يفيض المال مندفقاً … منها كما اندفقت وطفاء تنهمر

من لي بهم معشراً صيداً غطارفة ٌ … ما ضيعوا ذمة ً يوماً ولا غدروا

إن أدعهم لجلاء الغمرة ابتدروا … وإن أصح فيهم مستنفراً نفروا

إيهٍ بني مصر إن الله يندبكم … فسارعوا قبل أن تودي بنا الغير

لبيك ربي ولا من عليك بها … فما لنا دون ما تبغي بنا وطر

لبيك لبيك إن الخير أجمعه … فما قضيت وأنت العون والوزر

لبيك لبيك إن القوم قد ذعروا … سرب الخلافة بالأمر الذي ائتمروا

صال المغير عليها صولة ً عجباً … ما صالها قبله جن ولا بشر

أين التواريخ نستقصي عجائبها … وأين ما وعت الآثار والسير

أين الفظائع في أنكى مشاهدها … أين الروائع والآيات والعبر

حربٌ بلا سببٍ ماجت فيالقها … فالبر يرجف والدأماء تستعر

يا موقد الحرب بغياً في طرابلسٍ … بأي عذرٍ إلى التاريخ تعتذر

أذاك والعصر عصر النور عندكم … فما يكون إذا ما اسودت العصر

أين الألى زعموا الإنصاف شرعتهم … وقام قائمهم بالعدل يفتخر

يا أكثر الناس إنصافاً ومعدلة ً … العدل يصعق والإنصاف يحتضر

نعم الشريعة ما سنت حضارتكم … الحق يخذل والعدوان ينتصر

لسنا وإن عزبت أحلامنا وخوت … منا الرؤوس بقول الزور تنبهر

متى أرى الجيش والأسطول قد شفيا … داء الذين زجرناهم فما ازدجروا

داء الحضارة في أسمى مراتبها … فما على الكلب أن يعتاده السعر